722

وما دامت قد أثبتتْ براءتَنا كلٌّ من مدافعاتنا البالغةُ أربعمئة صحيفة، ورسائلُ النور التي -برغم ضعفي ومظلوميتي وعجزي وظروفي القاهرة- عبَّرت عن نفسها كمرشدٍ حقيقيٍّ قويٍّ لا يزيغ، يرشد مئتي ألف تلميذٍ حقيقيٍّ متفانٍ، ويحقِّق المنفعة والأمن والاستقرار للوطن والشعب..

فبأيِّ قانونٍ، وبأيِّ ضميرٍ، وبأيَّةِ مصلحةٍ، وبأيِّ جُرمٍ، تعاقبوننا أشدَّ العقاب، وتهينوننا أبلغ الإهانة، وتَزُجُّون بنا في الزنازين؟! لا جَرَمَ أنكم ستُسألون في المحكمة الكبرى يوم الحشر.

الثانية: إحدى المبرِّرات التي ساقوها لمعاقبتي هي تفسيري لآياتٍ قرآنيةٍ صريحةٍ حول الحجاب والميراث وذكرِ الله وتعدُّد الزوجات، وهو تفسيرٌ مُفحِمٌ يردُّ على اعتراضات المدنية الغربية.

وإنني أكرر فيما يلي الفقرةَ التي سبق أن كتبتُها قبل خمس عشرة سنةً وقدمتُها إلى محكمةِ «أسكي شَهِر»، ومحكمةِ التمييز والتصحيح بأنقرة، وهي نفس الفقرة التي كتبوها في لائحة القرار ضدي.. أكررها كشكوى تُرفَعُ إلى محكمة الحشر الكبرى، وكتنبيهٍ يُقدَّم لأهل المعرفة والثقافة في المستقبل، وكلائحةِ تمييزٍ مشفوعةٍ برسالةِ «الحجة الزهراء»، تُقدَّم إلى محكمة التمييز التي استمعتْ لشكوانا بعدالةٍ وإنصاف، وبرَّأتنا مرتين؛ وأتلوها بنصِّها على مسامع الهيئة التي منعتني من الكلام، وحكمتْ عليَّ بالسجن المنفرد سنتين، وبالنفي سنتين مع الإبقاء تحت الرقابة الدائمة، بناءً على لائحة اتهامٍ حاقدةٍ أثبتْنا فيها ثمانين خطأً.

فأقول للمحكمة هاتفًا بأعلى صوتي ولْتسمعني الأذن الصَّمَّاء لهذا العصر:

إن كان للعدالة وجودٌ على وجه الأرض، فلا جَرَمَ أنها ستَرُدُّ وتنقض القرارَ الظالم الذي حُكِم به على رجلٍّ فَسَّر الدستورَ الإلهيَّ القدسيَّ الحقيقيَّ المتبعَ طَوالَ ألفٍ وثلاثمئةٍ وخمسين سنة، المعمولَ به في الحياة الاجتماعية لثلاثمئةٍ وخمسين مليون مسلمٍ في كلِّ قرن.. فسَّرَه استنادًا إلى اتفاقِ وتصديقِ ثلاثمئةٍ وخمسين ألف تفسير، واقتداءً بعقيدةِ أسلافنا السابقين خلال ألفٍ وثلاثمئة سنة.