724

وهزيمة الحركة الوطنية، فأفشلَ هذه الخطةَ كتابي الذي يحرِّض على الإنكليز واليونانيين: «الخطوات الست» الذي طبعه ونشره أشرف أديب.. [أشرف أديب: كاتب وصحفي تركي، أصدر صحيفة «سبيل الرشاد» المعروفة بتوجهها الإسلامي؛ توفي سنة 1971م؛ هـ ت]

نعم، إن الرجل الذي أفشل الخطةَ الخبيثةَ لهذا القائد، ولم يَثْنِه تهديدُه له بالإعدام، ولم يهرب إلى أنقرة برغم دعوة زعمائها له تقديرًا له على جهوده في المقاومة..

والذي لم يبالِ بقرار الإعدام الذي أصدره بحقه القائدُ العام للروس حين كان في الأسر..

والذي أخضع بخطبةٍ منه ثمانيَ كتائب عسكريةٍ وردَّها إلى الطاعة في حادثة الحادي والثلاثين من مارت..

والذي استجوبه ضباط المحكمة العسكرية قائلين: وأنت أيضًا رجعيٌّ تطالب بالشريعة؟ فأجابهم غيرَ مبالٍ بإعدامهم: إنْ كانت المشروطيةُ عبارةً عن استبدادِ فئةٍ، فليشهد الثقلان أني رجعيٌّ.. إنني مستعدٌّ لأن أضحي بروحي فداءً لمسألةٍ واحدةٍ من مسائل الشريعة..

والذي أثار بموقفه هذا إعجابَ ضباط المحكمة وتقديرَهم، وبينما كان يَنتظر منهم صدورَ قرار الإعدام إذْ حكموا ببراءته وإخلاء سبيله، فغادر المحكمة دون أن يشكرهم، وراح يهتف في الطريق: عاشت جهنم للظالمين..

والذي خاطبه مصطفى كمال في ديوان الرئاسة محتدًّا: لقد دعوناك إلى هنا لتُبيِّن أفكارَك الراقية، فإذا بك تكتب أمورًا تتعلق بالصلاة، وتزرع الخلاف بيننا!! فردَّ عليه غاضبًا بحضور خمسين نائبًا: إن أسمى شيءٍ بعد الإيمانِ: الصلاةُ، وإن الذي لا يصلي خائن، وحكم الخائن مردود؛ فاسترضاه هذا الزعيم حتى سكت غضبُه..