727

الرابعة: جعلوا من عدم ارتدائي القبعةَ الإفرنجيةَ سببًا موجِبًا لسَجني؛ ومنعوني من الإدلاء بقولي، وإلا فقد كنتُ أريد أن أقول للذين يعملون على تجريمي:

بالرغم من أني بقيتُ ثلاثة أشهرٍ في مخفر «قسطمونو» ضيفًا على الشرطة والضباط، فلم يطالبوني مرةً بارتدائها؛ ودخلتُ ثلاث محاكم من غير أن أرتديَها أو أحسِرَ عن رأسي فلم يتعرضوا لي..

وبالرغم من أن بعض الظَّلَمة الملحدين أذاقوني -بهذه الذريعةِ- عقابًا غير رسميٍّ بالغَ الشدة وشديدَ الوطأة طَوالَ ثلاثٍ وعشرين سنة..

وبالرغم من أنه لا يُجبَر على ارتدائها الأطفال ولا النساء، ولا معظم أهالي القرى، ولا الموظفون ضمن الدوائر، ولا سواهم ممن يعتمرون قبعةً سوى القبعة الإفرنجية..

وبالرغم من أنه لا يتحقق في ارتدائها أيَّةُ منفعةٍ مادية..

وبالرغم من أني قاسَيتُ -أنا الرجلُ المنزوي- عشرين سنةً من العقوبة بذريعةِ عدم ارتدائي القبعة الإفرنجية التي اتفق على منعها جميع المجتهدين وعمومُ مَن تولَّوا منصب شيخ الإسلام؛ وقاسَيتُ ما لحِق بهذه الذريعة من تلفيقاتٍ وأكاذيب..

أجل، بالرغم من هذا كله فإنهم يسعون جاهدين لتجريمي من جديدٍ بناءً على عادةٍ تافهةٍ تتعلق باللباس، هذا في الوقت الذي لا يتعرضون فيه لتاركي الصلاة وشاربي الخمر جهارًا نهارًا في رمضان، بدعوى الحرية الشخصية!!

ألا إنهم بعد أن يَلقَوا الإعدامَ الأبديَّ للموت، والحبسَ الانفراديَّ الدائميَّ للقبر، سيُسألون في المحكمة الكبرى عن هذه الخطيئة لا محالة.

الخامسة: لقد حظيتْ رسائلُ النور بمظهريَّةِ إشاراتِ ثلاثٍ وثلاثين آيةً قرآنيةً تشير إليها إشارةَ استحسان، ونالتِ التقديرَ من الإمام عليٍّ كرم الله وجهه ومن الغوث الأعظم قُدِّس سرُّه، ومن غيرِهما من الأولياء، وحازتِ التصديقَ من مئاتِ الآلاف من