719

وبالرغم من أن هذا الإقبال ليس من حقي، بل يَضرُّ بي ويشُقُّ عليَّ، إلا أني كنت أرضى بهذا الضرر المعنوي وأوثر السكوت مراعاةً للحقيقة النورية وشخصيتها المعنوية؛ حتى إن الإمام عليًّا رضي الله عنه، والغوثَ الأعظم الشيخَ الجيلانيَّ قُدِّس سرُّه، وسواهما من الأولياء حين أَخبروا -بإلهامٍ إلهيٍّ وإشاراتٍ غيبيةٍ- عن رسائل النور التي تمثِّل مرآةً للمعجزة المعنوية للقرآن الحكيم في هذا الزمان، وأخبروا عن الشخصية المعنوية لطلابها الخُلَّص، أَوْلَوا شخصيَ البسيطَ اعتبارًا بالنظر لخدمتي للرسائل؛ غير أني أخطأتُ إذْ لم أُؤَوِّل ثناءهم عليَّ في بعض المواضع، ولم أحوِّله إلى رسائل النور؛ ومَردُّ خطئي هذا ضعفي، والرغبةُ في نيلِ الثقة بكلامي، وعدمِ الإكثار من الأسباب التي تدفع لانفضاض الأعوان من حولي، فقبلتُ بعضَ مديحهم بحقي ظاهرًا لا غير.

إنني أذكركم ألَّا داعي للطعن في شخصي أنا الفاني الواقف بباب قبري، ولا لزوم لإيلائي كلَّ هذه الأهمية، ولكن حذارِ أن تجابهوا رسائل النور، فإنكم لا تطيقون ذلك، ولا تستطيعون التغلب عليها؛ وإنكم بمجابهتها إنما تضرون الشعب والوطن، لكن لا تستطيعون تفريق تلاميذها؛ فإن أجدادنا السابقين في هذا الوطن قدموا قرابة الخمسين مليون شهيدٍ في سبيل الحفاظ على الحقيقة القرآنية، ولن تستطيعوا أن تحملوا أحفادهم على التخلي عنها في هذا الزمان، أو التخلي عن بطولاتهم الدينية المجيدة في نظر العالَم الإسلامي؛ بل حتى وإن تخلَّوا عنها ظاهرًا، فإن هؤلاء التلاميذ الخُلَّص مرتبطون بتلك الحقيقة قلبًا وروحًا، ولن يتخلَّوا عن رسائل النور التي تمثل مرآةً لها، فيضروا -بتخلِّيهم هذا- الوطنَ والشعبَ والأمنَ والاستقرار.

وآخر قولي: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [التوبة:129].

***