ما هي رسائل النور؟ ومن هو بديع الزمان؟

إن العلماء المجددين الذين بشَّرت الأحاديثُ بمجيئهم على رأس كل مئة، إنما هم متبعون لا مبتدعون، فهم لا يُحدِثون شيئًا جديدًا من عند أنفسهم، ولا يأتون بأحكامٍ جديدة، وإنما يتقيدون تقيدًا تامًّا بالسنة النبوية والقواعد والأحكام الدينية، فيُحكِّمون الدين، ويقوِّمون ما اعوجَّ منه لدى الناس، ويبينون أصوله وحقائقه، وينفون عنه تحريف الغالين وانتحالَ المبطلين وغُلوَّ الجاهلين، ويقيمون الأوامر الربانية، ويُجَلُّون شرفَ الأحكام الإلهية ومكانتَها.

وهم يؤدون هذه الوظيفة متبعين أساليب بيانٍ وإقناعٍ جديدةً تناسب أفهامَ العصر من غير إخلالٍ بالأصل أو مساسٍ بالجوهر؛ فهم موظفون ربانيون يصدِّقون وظيفتَهم الربانية بأعمالهم، ويُجَلُّون مراتبَ الإيمان بأفعالهم، وينعكس إخلاصهم وثباتهم الإيماني في مرآة أحوالهم، ويتجلى فيهم التحقق بالأخلاق المحمدية، والتحلي بالسجايا الأحمدية والشمائل النبوية.. إنهم بعبارةٍ موجزةٍ مثالٌ حيٌّ في الأعمال والأخلاق، ونموذجٌ يحتذى في اتباع السنة النبوية والتمسك بها.

وإن ما ألفه هؤلاء من آثارٍ تفسر كتاب الله وتبيِّن أحكام دينه بأسلوبٍ يناسب أفهام العصر ليس من بنات أفكارهم ولا مما جادت به قرائحهم العُلوية، ولا هو نِتاج