684

إننا نعلن باسم مصلحة الوطن والشعب أنه ينبغي أن يوضع حدٌّ لهذه الإجراءات، وأن تنتهي هذه المحاكمات في أسرع وقت، لأن الخدمة القرآنية التي نهض بها بديع الزمان لا تقتصر على هذا البلد، بل تتسع لتفيء بظلالها على أرجاء العالَم الإسلامي وأنحاء الدنيا كلِّها.

وإن ما أوردناه بحقِّ بديع الزمان سعيدٍ النُّورْسِيّ من حقائقَ عاليةٍ وقيمٍ ساميةٍ ليس من قبيل المبالغات أو الكلام الذي يُلقى على عَواهِنه من غير دليل، وسيُدرِك الذين في أنفسهم شكٌّ من هذا -من خلال تعرُّفهم عن قربٍ على بديع الزمان الذي ما يزال على قيد الحياة، ومن خلال قراءتهم لرسائل النور بثباتٍ واستقامةٍ ونيَّةٍ خالصة- أننا عندما نعبِّر عن الحقائق التي ننقلها في هذه السيرة، إنما نعبِّر بكلماتٍ وعباراتٍ لا تفي بالمطلوب؛ وعندئذٍ ستتحقق لديهم قناعةٌ خالصةٌ أكثر منا تدفعهم لأن يُعلنوا هذه الحقائق للعالَم أجمع.

وإنه لو اجتهدت محاكم العالَم أجمع في إدانةِ بديع الزمان بالتهم التي وجهها ضده أعداء الدين العاملون في الخفاء، فلن تجد سبيلًا لإدانته ما دامت هذه المحاكم تستند إلى الدليل في أحكامها.

إن بديع الزمان سعيدًا النُّورْسِيَّ يقضي حياته ملازمًا فراشه بسبب مرضه الناجم عن تسميم أعداء الدين له، وهو كثيرًا ما يردد: «إنني على باب القبر»، غير أننا ندعو الله تعالى ضارعين إليه من أعماق قلوبنا أن يَمُدَّ في عمر بطل الدين هذا كرمًا وفضلًا، لأن عالَم الإسلام والبشرية اليوم لَبِأمَسِّ الحاجة إلى مثل هذا الرجل خادمًا للقرآن بإخلاصٍ وتضحية، وبطلًا من أبطال الحقيقة، وعبقريًّا فذًّا، ومفكِّرًا جليلًا، وحكيمًا متفرِّدًا من حكماء الإسلام.

***