592

والدليل على أن رسائل النور تتمتع بهذه القيمة أنها منذ عشرين سنة لم يعارضها أحدٌ من الفلاسفة الذين تلقَّوا صفعاتها الشديدة، ولا أحدٌ من مناوئيَّ وهم ألدَّاءُ كُثْر، ولم يستطع أحدٌ منهم أن يطعن فيها، بل لا يمكنهم ذلك؛ وأنه لم تستطع ثلاثُ جهاتٍ قضائية ولا لجنة الخبراء في مركز الحكومة -بعد تسعة أشهرٍ من التدقيق في أجزائها البالغة مئةَ كتاب- أن تجد فيها مادةً واحدةً تجعلنا تحت طائلة المسؤولية؛ وأنه قد قامت إشاراتٌ قرآنيةٌ وإخباراتٌ غيبيةٌ عَلَويَّةٌ وغوثيةٌ [العَلَوية نسبةً إلى سيدنا عليٍّ رضي الله عنه، والغوثية نسبةً إلى الغوث الأعظم الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه؛ للتفصيل انظر ما جاء في مقدمة «الآية الكبرى» في قسم «قسطمونو» من هذه السيرة؛ هـ ت] تُوَقِّع على أهمية رسائل النور في هذا العصر وعلى قَبولها، وقد أورثتْ هذه الإشاراتُ والإخبارات تلاميذَ الرسائل -وهُم آلافٌ من أهل النباهة- القناعةَ القطعيةَ بذلك.

أجل، وبما أن وظيفة الجهات القضائية حفظُ الحقوق ووقفُ المتعدين عند حدودهم؛ وبما أن تدقيقَ محكمة «دَنِزْلي» طَوالَ تسعة أشهرٍ في الرسائل وفي أوراقنا الخاصة وغير الخاصة، وتدقيقَ محكمتين أُخريَين ومركزِ حكومةٍ وشرطةِ عدةِ ولاياتٍ منذ عشر سنين لم يُسفِر عن وجود أيةِ مادةٍ تضر الوطن أو الشعب، أو خطأٍ يستوجب العقوبة؛ فضلًا عن ثبوتِ أن رسائل النور المئة قد خدمتْ سعادةَ مئةِ ألفِ شخصٍ خلال عشرين سنة؛ فلا جرَم إذًا أن للرسائل حقوقًا كليَّةً عظيمةً في هذا البلد، وإننا نذكِّركم أن إهمالَ هذه الحقوق البالغة الأهمية، بينما تراعى الحقوق الجزئية للإنسان العاديّ البسيط، ومصادرةَ الرسائل كما لو أنها أوراقٌ عادية، وتجاهلَ أن هذا ظلمٌ فادحٌ للوطن وللمساكين المحتاجين لتقوية الإيمان، لهُو أمرٌ لا يليق بجوهر القضاء وحقيقة العدالة بأي شكلٍ من الأشكال.

ونخشى أن يكون التعرُّض لرسائل النور وعدمُ التعرُّض لمؤلَّفات الدكتور «دوزي» وسائر الزنادقة سببًا لوقوع الغضب الإلهي.

أحسن الله إليكم بالإنصاف والرحمة، وأحسن إلينا بالتحمل والصبر؛ آمين.

في السجن الانفرادي غير الرسمي

سعيد النُّورْسِيّ

***