704

الأذى بطلاب رسائل النور سجنًا وتضييقًا، وهم الذين يسعون لإنقاذ الوطن والشعب من الفوضوية والإلحاد والتحلل الخُلقي، ويسعون لإنقاذ أبناء وطنهم من الإعدام الأبدي للموت؟! نعم، لماذا تفعلون ذلك؟ ونحن كذلك نسألكم السؤال نفسَه.

قلت لهم هذا، فأصدرت تلك الهيئة العادلة المنصفة قرار البراءة بحقنا، وأظهرتْ عدالةَ القضاء.

الرابعة: كنتُ أنتظر أثناء استجوابي -سواءٌ في أنقرة أو في «أفيون»- أن أُستشار في قضيةٍ جليلةٍ، وفي مدى خدمةِ الأنوار لهذه القضية؛ أعني إيجادَ حلولٍ تعيد لأبناء هذا البلد أُخوَّتهم السالفة مع ثلاثمئةٍ وخمسين مليون مسلمٍ، وتُكسِبهم محبتَهم وحسنَ ظنهم وعونَهم المعنوي كما كانوا في الماضي؛ وهو الأمر الذي تُقدِّم فيه رسائلُ النور أنجعَ حلٍّ وأقوى وسيلةٍ، بدليل أن عالِمًا جليلًا من مكة المكرمة قد ترجم في هذا العام أجزاء مهمةً من رسائل النور إلى كلٍّ من الهندية والعربية، وبعث بها إلى الهند وإلى بعض البلاد العربية، موضِّحًا أن رسائل النور تعمل على تحقيق الأُخُوَّة والوحدة الإسلاميتَين اللتين هما أقوى نقطة استنادٍ لنا، وتُبيِّن أن الشعب التركي يتبوأ على الدوام موقعَه المرموقَ في الدين والإيمان.

وكذلك كنتُ أنتظر أن أُسأَل عن دور الأنوار في التصدي لخطر الشيوعية التي انقلبت فوضويةً في بلادنا، وكيف يُحفَظ هذا الوطن المبارك من هذا السيل الجارف.

بلى، بينما كان يلزم أن أُسأل مثل هذه المسائل التي هي من الأهمية بمكانٍ كالجبال، إذا بهم يطرحون مسائلَ تافهةً لا تساوي جناح بعوضة، وليست بمحل مساءلةٍ قانونيةٍ أصلًا، وإنما هي مسائل شخصيةٌ بسيطةٌ ضُخِّمت بافتراءاتِ المغرضين الذين جعلوا من الحبة قبابًا لا قبةً، وجعلوها وسيلةً لإذاقتي معاناةً لم أقاسِ مثلَها في مثل هذه الظروف الصعبة طَوالَ حياتي.

لقد سُئِلنا نفسَ المسائل التي سبق أن سألتْنا إياها ثلاث محاكم وبرَّأتنا على إثرها، كما سُئِلنا أسئلةً تافهةً حول مواضيع شخصيةٍ بسيطة.