705

الخامسة: إن رسائل النور لا تُجابَه ولا تُغلَب، وما فتِئت منذ عشرين سنةً تُسكِت أعتى الفلاسفة، وتُجلِّي حقائقَ الإيمان كالشمس، فينبغي على من يحكمون هذه البلاد أن يستفيدوا من قوتها.

السادسة: إن الطعنَ فيَّ من خلال عيوبي الشخصية، والحطَّ من شأني في نظر العامة من خلال تجريحي وتشويه سمعتي، لن يضر رسائلَ النور شيئًا، بل ربما قوَّاها من جهةٍ أخرى؛ لأن لها مِن نُسَخِها مئةَ ألفِ لسانٍ باقٍ بدلًا من لساني الفاني الوحيد، فهي بها ناطقةٌ لا تسكت، ولها من خُلَّص طلابها مَن سيُديمون -بآلافِ ألسنتهم البليغةِ- تلكَ الوظيفةَ النوريةَ القدسيةَ الكُلِّيةَ إلى يوم القيامة كما أداموها إلى اليوم.

السابعة: سبق أن ادَّعيتُ مبرهِنًا بالحُججِ في محاكم سابقةٍ أن أعداءنا العاملين في الخفاء، ومعارضينا الرسميين وغيرَ الرسميين، الذين يُضلِّلون الحكومة، ويثيرون مخاوفَ فريقٍ من كبار المسؤولين، ويحرِّضون الأجهزة القضائية علينا، هم إما واهمون متوجِّسون بشكلٍ مُزرٍ، وإما مخدوعون، وإما صُنّاعُ قلاقِلَ واضطراباتٍ يعملون لصالح الفوضوية وليس في قلبهم ذرة رحمة، وإما زنادقةٌ مَكَرَةٌ يحاربون الإسلام وحقيقةَ القرآن محاربةَ المرتدين، وهم لكي يهاجمونا أطلقوا على الاستبداد المطلَق اسمَ «الجمهورية»، ومرَّروا الارتدادَ المطلَق تحت اسم «النظام»، وسَمَّوا التحلُّلَ والرذيلةَ: «مدنيَّةً»، والأوامرَ المزاجيَّةَ الكُفريَّةَ: «قانونًا»، فضلَّلوا الحكومة، وشَغَلوا القضاء بنا بغير طائل، ونَكَبونا؛ ونحن نرفع أمرَهم إلى سَطوةِ القهار ذي الجلال، مُحصِّنين أنفسَنا من شرِّهم بقلعة: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران:173].

الثامنة: أرسل الروس في العام الماضي عددًا كبيرًا من الحجاج إلى الحج، وروَّجوا من ذلك حملةً دعائيةً مفادها أن الروس يحترمون القرآن أكثر من غيرهم، وسَعَوا بهذا لتأليب العالَم الإسلامي على أبناء هذا الوطن المتديِّنين فيما يتعلق بأمر الدين؛ غير أنه بالتزامن مع هذا كانت رسائل النور تنتشر شيئًا فشيئًا في مكة المكرمة والمدينة المنورة