706

ومصر ودمشق وحلب، وتَلْقى التقدير من علمائها، فتكسر حملة الشيوعيين تلك، وتُظهِر لأبناء العالَم الإسلامي أن أخاهم الشعبَ التركيَّ متمسكٌ بدينه وقرآنه كما كان في سالف عهده، وأنه بالنسبة إلى سائر أهل الإسلام بمثابة الأخ الكبير المتمسك بدينه، وأنه قائدٌ بطلٌ في خدمة القرآن.

نعم، لقد جَلَّت رسائل النور هذه الحقيقة في تلك الحواضر والمراكز ذات الأهمية والقدسية، فإذا قوبلت هذه الخدمة الوطنية الجليلة بكلِّ هذا العسف والأذى.. أفلا يُغضِبُ ذلك حتى الأرضَ نفسَها؟!

التاسعة: وهي خلاصةٌ موجزةٌ لمسألةٍ سبق إثباتها وإيضاحها في مدافعات «دَنِزْلي»، وهي أن ثمة قائدًا خطيرًا استطاع بدهائه وذكائه أن يَنسُب حسناتِ الجيش لنفسه، ويعزوَ سيئاته هو إلى الجيش، فتضاءلت الحسنات والبطولات التي هي بعدد الجنود فصارت واحدةً، وتضاعفت سيئةُ القائد بعزوها إلى الجنود فصارت بعددهم!! وفي هذا من الظلم الشنيع ومخالفة الحقيقة ما لا يخفى على أحد؛ ولقد هاجَمَني لأجل هذا مُدَّعٍ عامٌّ في محاكم سابقة، وساءَتْه الصفعاتُ التي وجَّهَها لهذا القائد حديثٌ شريفٌ بيَّنتُه قبل أربعين سنة، فقلتُ لهذا المدعي العام: صحيحٌ أنني أطعن في هذا القائد بناءً على ما جاءت به الأحاديث، غير أني أصون شرف الجيش وأُبرِّئ ساحته من تلك الأخطاء الفادحة؛ أما أنت فتطعن في شرف هذا الجيش الذي كان حاملًا للواء القرآن وقائدًا بطلًا لعالَم الإسلام، وتشطب حسناته مراعاةً لخاطر شخصٍ واحدٍ صديقٍ لك!! أعني ذلك القائد.

وعسى أن يكون ذلك المدعي قد ثاب إلى العدل والإنصاف وأقلع عن الخطأ.

العاشرة: لقد ترافع سيدنا عليٌّ كرم الله وجهه أيام خلافته مع يهوديٍّ في المحكمة وتقاضيا انطلاقًا من أن الحاكم في القضاء هو العمل باسم الحق وحدَه للحفاظ على حقيقة العدالة، والحفاظ على حقوق جميع المراجعين بلا تفريق.