713

وبناءً على هذه الحقيقة يا هيئة المحكمة، فلا ريب أن ما تتمتع به رسائل النور من حُجج قويةٍ لا تُجرَح، قد استمال إليها قلوب بعض رجال المحكمة، وإنكم مهما فعلتم بحقي فإني مسامحٌ لكم لا أنقِم عليكم؛ وإني لأجل هذا تحملتُ ما وُجِّه إليَّ من حملاتِ تجريحٍ وتشويهِ سمعةٍ لم أر مثلَها في حياتي في جوٍ من أشدِّ الظلم والاستبداد، أجل تحملتُها رغم أنها تثير حفيظتي، حتى إنني لم أدعُ بسوءٍ على من قاموا بها.

إن رسائل النور التي بأيديكم هي لائحة دفاعي التي لا تُرَد، ولائحةُ اعتراضي التي لا مطعن فيها، ردًّا على جميع الاتهامات الموجَّهة ضدنا، والجرائم المُسندةِ إلينا.

ومع أنه قد اطلع على رسائل النور علماءُ أجلّاءُ من مصر ودمشق وحلب والمدينة المنورة ومكة المكرمة، ومحَّصَ فيها العلماء المدققون في رئاسة الشؤون الدينية في هذا البلد، فقدَّروها واستحسنوها من غير انتقاد، إلا أن مما يثير العجب حقًّا أن يَذكر الشخصُ ذو الذكاء العجيب الذي نظم لائحة الادعاء ضدنا، أن القرآن مئةٌ وأربعون سورة!! وحسبكم بهذا الخطأ الفاحش دليلًا على مدى نظره السطحي.

وفضلًا عن هذا، فإنه برغم الظروف الصعبة التي واجهتها رسائل النور، وبرغم الهجوم الشرس الذي تعرضتُ له في أجواء الغربة والوحدة وتشتُّت الأحوال، إلا أنها نالت التصديق من مئات الآلاف من أهل الحقيقة، ومع هذا يأتي ذلك المدعي الذي لا يعرف حتى عدد سور القرآن، لينتقد الرسائل قائلًا: «إنها برغمِ محاولتها تفسيرَ القرآن وتأويلَ الحديث، لكن بالنظر إلى ما تُعلِّمه للقارئ يتبين أن بعض أقسامها لا ينطوي على قيمةٍ علميةٍ»!! وحسبكم بهذا دليلًا على مدى مجافاة هذا الشخص للقانون والحق والحقيقة والعدالة.

ثم إني أتقدم إليكم بشكوى، وهي أنكم أجبرتمونا طَوالَ ساعتين على الاستماع إلى لائحة الادعاء ذات الأربعين صحيفةً بتمامها، مع ما تعجُّ به من مئات الأخطاء، وما