714

تتضمنه من محتوى يجرح المشاعر، بينما لم تسمحوا بقراءة ردٍّ عليها مؤلَّفٍ من صحيفةٍ ونصف الصحيفة، يتضمن الحقيقة بعينها، ولا تستغرق قراءته دقيقتين، مع أننا ألححنا على قراءته؛ وإني لأجل هذا أطلب منكم باسم العدالة أن أقرأ لائحة اعتراضي كاملةً ردًّا على لائحة الادعاء.

ثالثًا: إن لكلِّ حكومةٍ معارضين، ولا يسمح القانون بالتعرض لهؤلاء ما داموا لا يَمَسُّون الأمن والاستقرار؛ فهل من الممكن لي ولأمثالي نحن الذين أعرضنا عن الدنيا وأقبلنا على الآخرة، أن نترك العمل لحياتنا الباقية وفق النهج الذي سلكه أجدادنا طَوالَ ألفٍ وثلاثمئةٍ وخمسين سنة، وفي دائرةِ التربيةِ القرآنية، وبالأسلوب الذي تسمح به الدساتير التي يقدِّسها ثلاثمئةٍ وخمسون مليون مؤمنٍ في كل حين، لنتبنى قوانينَ متحللةً تمخضت عنها المدنية الغربية، ودساتيرَ وحشيةً دمويةً كالتي لدى البلشفية، ونتخذَها مسلكًا بضغطٍ وكيدٍ من أعدائنا العاملين في الخفاء لمجرد حياةٍ دنيوية قصيرةٍ فانيةٍ؟! ألا إنه ليس في العالَم قانونٌ ولا إنسانٌ له ذرةُ إنصافٍ يُجبِرنا على قبول هذا المسلك.

على أننا نقول لهؤلاء: نحن لا نتعرض لكم، فلا تتعرضوا لنا.

وبناءً على هذه الحقيقة فإني أعلنها صريحةً بأننا -فكرًا وعِلمًا- لا نؤيد الأوامر التعسفية التي أصدرها باسم القانون زعيمٌ حوَّلَ مسجدَ «أيا صوفيا» إلى دارِ أوثان، وحوَّل «دارَ المشيخة الإسلامية» إلى ثانويةِ بنات.. أجل، لا نؤيد هذه الأوامر المزاجية، وأنا شخصيًّا لا أعمل بها.

ثم إنه رغم الظلم الشديد الذي تعرضتُ له في نفيِيَ المشحون بالأذى والعَنَت طَوالَ هذه العشرين سنة، لم نتدخَّل في السياسة، ولم نتعرَّض لشؤون الحكم والإدارة، ولم نُخِلَّ بالأمن والاستقرار؛ بل لم تُسجَّل بحقنا واقعةٌ واحدةٌ تَمَسُّ الأمنَ والاستقرار، مع أن إخواني النوريين يبلغون مئات الآلاف.