700

إن الهجمات والمخطَّطات التي يدبِّرها بعضُ الزنادقة من أعدائنا العاملين في الخفاء، ويديرونها بخبثٍ شيطانيٍّ ضدَّ رسائل النور ستَفشل بإذن الله؛ وإن تلاميذ رسائل النور لا يُقاسون على غيرهم، فليسوا ممن تُفرَّق صفوفهم أو ممن يُحمَلون على تركِ دعوتهم، إنهم -بعنايةِ الله- لا يُغلَبون؛ ولولا أن القرآن منعهم من الدفاع المادي، لوجدتم منهم ردودًا لا تُقاس بحوادثَ محدودةٍ عقيمةٍ كحادثة «الشيخ سعيد» وحادثة «مَنَمَن»، إذ إنهم موجودون في كلِّ مكان، ويَحظَون بالثقة والتقدير لدى عموم الناس، وهم بمثابةِ عصب الحياة لهذا الشعب، وإنه -لا قدَّر الله- إنْ نزل بهم ظلمٌ يجعلهم في حالة الاضطرار القطعيِّ للدفاع عن النفس، لَيَنْدَمَنَّ الزنادقة والمنافقون المضلِّلون للحكومة ندامةً ما بعدها ندامة.

والحاصل: لا يتعرَّضنَّ أهلُ الدنيا لآخرتِنا ولا لخدمتنا الإيمانية ما دمنا لا نتعرَّض لدنياهم.

أجل، إننا جماعةٌ هدفنا وبرنامجنا إنقاذُ أنفسنا ثم أبناءِ وطننا من الإعدام الأبدي والحبس الانفرادي البرزخي الدائميِّ، وحفظُهم من الفوضوية والتسيُّب، وتحصين أنفسنا بالحقائق الفولاذية التي تتضمنها رسائل النور في مواجهة الزندقة التي تقضي على الحياتين.

إن أقسى عقوباتكم التي ستُنزِلونها بي لا أهميَّة لها عندي، بل لا تساوي الحِبر الذي كُتِبَتْ به؛ فأنا عند باب القبر قد بلغتُ الخامسة والسبعين، ويالها من سعادةٍ عظمى أن أنال مرتبة الشهادة بدلًا من حياةٍ بسيطةٍ مظلومةٍ مدَّتُها سنةٌ أو سنتان!!

وإنني على إيمانٍ قطعيٍّ مؤيَّدٍ بآلاف الحجج في رسائل النور أن الموت عندنا ليس سوى مذكِّرة تسريحٍ وإعفاء، فإن كان الحكمُ هو الإعدامَ كما يبدو في الظاهر، فإنه بالنسبة إلينا مشقةُ ساعةٍ هي مفتاحُ سعادةٍ ورحمةٍ أبديَّتَين.