747

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء، ورفاقي الثابتين المضحِّين في الخدمة القرآنية الإيمانية..

لا تتضايقوا من عدم حديثي إليكم كتابةً في الأيام الأخيرة.. لقد ورد إلى القلب الآن بيانُ نقطتين:

الأولى: أنني بعد التسليم والتوكل وفق قاعدة: «الخير فيما اختاره الله» شعرت بالسُّلوان؛ وذلك أن ما حصل لنا -خصوصًا لآلِ «جالشقان»- من عدم إطلاق سراحنا، ومن تأجيل محاكمتنا دون تفريقٍ بيننا، صحيحٌ أن فيه ضررًا ماديًّا، إلا أنه من الناحية المعنوية فيه مئةُ منفعةٍ ومكسب.

فمن ذلك إرسال المدافعات العلمية الإيمانية القوية الرصينة إلى ست جهاتٍ عليا بأنقرة، وهي الآن قيد الاطلاع والنظر منذ عشرين يومًا من قِبَل الجهات نفسها، ولا ريب أن الحقائقَ القيِّمة التي انطوت عليها هذه المدافعات، والمرحلةَ التي بَلَغتْها قضيتُنا التي لفتت أنظار المعنيِّين وأثارت اهتمامهم، لن تمر على تلك الجهات مرور الكرام.

على أن القوم لو لم تهزمهم هذه الحقائق لرأينا في هذه المرحلة تعدياتهم وأوامرهم المشددة بحقنا، ولو أنهم وجدوا في هذه المدافعات ثغرةً أو مأخذًا لظهرت بوادر ذلك على يد من يضخمون الأمور ويجعلون من الحبة قبة؛ إذًا: لقد انتصرت الحقيقة، فإن كان سيصيبنا شيءٌ منهم، فلن يكون أكثر من تعرُّضٍ خفيفٍ يقع على هيئة دفاعٍ عن النفس لا غير.

إن المكاسب المعنوية التي تحققتْ لي شخصيًّا من جراء هذا تَفُوقُ الأضرارَ والمشاقَّ الماديةَ مئة مرة، وأعتقد أن لكلِّ واحدٍ من إخواني نصيبًا من المكاسب أكبر من نصيبي؛ إذن لقد كان تأجيل إطلاق سراحنا خيرًا.