749

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أبين لكم مسألةً كما ورَدَت إلى القلب بإخطارٍ معنويٍّ مُجمَل؛ وهي أن المدافعات التي أُرسِلت إلى ست جهاتٍ عليا وكانت لها الغلبة قد جاء الرد بالاطلاع عليها ولم يجد القوم سبيلًا للاعتداء علينا؛ إلا أن لإحدى الجهات الستِّ هذه خطةً تُنفَّذُ بإيعازٍ خفيٍّ، وتهدُف لفضِّ إخواني المضحِّين عني وإضعاف صلتهم الوثيقة بي؛ والحقيقة أنهم سعوا منذ زمنٍ بعيدٍ لإفساد هذه العلاقة القدسية الأخروية الإيمانية، من خلال تشويه سمعتي والافتراء عليَّ وسَجني منفردًا، إلا أنهم لم ينجحوا في مساعيهم هذه.

وهم اليوم يجدون بعض الذرائع لترهيب النوريين، ويجدون فيهم نقاط ضعفٍ يُحوِّلون بها أنظارهم إلى جهةٍ أخرى، إلا أن التحمل البطوليَّ والثباتَ المتين الفولاذيَّ الذي أبداه النوريون، والتضحياتِ العجيبة الرائعة التي قدمها المجاهد الأكبر الذي يحمل حقائق النور سيوفًا ألماسيةً بيده -أعني الشخص المعنوي لتلاميذ النور- ستقضي هي الأخرى على خطة القوم بالفشل بإذن الله تعالى.

أجل، فليست الجنة رخيصةً، وليست النار عبثًا؛ ولقد سبق أن بيَّنتُ لكم مرارًا أن النوريين الخُلَّص يَجنون بإذن الله أعظمَ أجرٍ بأقلِّ مشقةٍ في هذه الظروف الصعبة، وذلك مقارنةً بما كانت عليه حال المجاهدين الأبطال في الماضي، ونظرًا إلى شدة الحاجة في هذا الزمان.

كما بيَّنتُ أن طلاب النور ينفقون سِنِي العمر المحدودة اليسيرة التي تمضي في العادة هدرًا وضياعًا، بل ربما تمضي محمَّلةً بالأوزار والأضرار، ينفقونها في هذه الخدمة الإيمانية القرآنية القدسية الجليلة، فينالون عمرًا أبديًا.