734

أكرر عليكم نفسَ الرسائل القصيرة التي كتبناها للسُّلوان في «دَنِزْلي»، فإن تلك الفقرات ذات الحقائق ستكون مبعث سُلوانٍ لكم إن شاء الله.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

أولًا: لا يَسُؤْكم الأذى والقدح الموجَّه إلى شخصي، فإن القوم لا يجدون في رسائل النور ما يعيبونها به، فينشغلون بدلًا منها بشخصي البسيط ذي العيوب الكثيرة؛ وأنا ممتنٌّ لهذا، بل إنْ لقيتُ آلافَ الآلام والمصائب والانتقاصات لشخصي في سبيل سلامةِ رسائل النور ومكانتها، لكان مقتضى الدرس الذي تعلمتُه منها، أن أقابِل ذلك بالشكر مفتخرًا؛ فلا تألموا لأجلي بهذا الخصوص.

ثانيًا: إن ما نتعرض له من هجومٍ عنيفٍ شَرِسٍ واسعِ النطاق، قد تضاءل اليوم وخَفَّتْ حِدَّتُه من عشرين إلى واحد، إذِ اعتَقلوا بضعةَ أشخاصٍ أفاضل بدلًا من آلاف الخواصِّ، واعتقلوا عددًا محدودًا من الإخوة الجدد بدلًا من مئاتِ آلافِ المعنيين ذوي العلاقة الوثيقة بالرسائل، ما يعني أن هذه الهجمة قد وقعت بصورةٍ مخفَّفةٍ جدًّا بفضل العناية الإلهية.

ثالثًا: ثمة احتمالٌ قويٌّ يفسِّر سببَ خِفَّةِ حِدَّةِ هذه الهجمة، وهو أن الواليَ السابق الذي كان يحيك لنا المكائد طَوالَ سنتين قد ولَّى بفضل العناية الإلهية إلى غير رجعةٍ؛ وأن وزير الداخلية الذي حُرِّضَ علينا بشدةٍ ينحدر من أسرةٍ عُرِف أجدادها بالتديُّن، فضلًا عن كونه من أهل بلدي؛ فلا تيأسوا ولا تقلقوا.