760

فأجبت: أجل، فالنوريون ليسوا تنظيمًا ولا جمعيةً كالتنظيمات والجمعيات التي شُكِّلت لمصلحة أفرادٍ أو جماعاتٍ، خصوصًا منها ما شُكِّل لمصالح سياسيةٍ أو دنيويةٍ أو لأغراضٍ هدامة.. فهم ليسوا شيئًا من هذا القبيل ولا يمكن أن يكونوا كذلك؛ ولكنَّهم أحفادُ أبطالِ هذا الوطن الأقدمين، وأبناءُ وبناتُ الملايين من فدائيي الإسلام الذين ضحَّوا بأرواحهم لينالوا مرتبة الشهادة بكلِّ سرور، وقد ورِثوا عن أجدادهم خصال التضحية والفداء، فأظهروا هذه العلاقة الفريدة فيما بينهم، مما دفع أخاهم العاجز المسكين هذا لأن يعلن باسمهم في جنبات محكمة «دَنِزْلي» هاتفًا: «لِتكنْ رؤوسُنا فداءً للحقيقة التي فدَتْها من قبلُ رؤوسُ ملايين الأبطال»، ولم يكن من المحكمة سوى الإذعان مع الإعجاب والتقدير.

إذًا.. إن بين النوريين من المُضحِّين الحقيقيين المخلِصين الأخرويين الذين لا يبتغون بعملهم البنَّاء سوى مرضاة الله ما عجزت عن مواجهته المنظماتُ الرهيبة كالماسونية والشيوعية والطاشناق [الطاشناق منظمةٌ ثوريةٌ أرمنيةٌ أُسِّست أواخر القرن التاسع عشر، وقامت بأعمالٍ مروِّعةٍ في مناطق شرق الدولة العثمانية مستهدفةً الانفصال عنها؛ هـ ت] وغيرها من منظمات الإفساد والإلحاد والزندقة، فلم تجد سبيلًا لتفريقهم والقضاء عليهم سوى تضليل هيئات الحكومة والقضاء لتَطولَهم بقوانين فضفاضة؛ لكنهم لن يظفروا من هذا بطائل بإذن الله، بل سيكونون سببًا في ازدياد فدائيي النور والإيمان إن شاء الله.

سعيد النُّورْسِيّ

***