735

رابعًا: ثمة تجارب كثيرةٌ وحوادث جمةٌ أورثتْنا القناعة القطعية بأنه إن بَكَتْ رسائل النور مادتِ الأرضُ أو بكتِ السماء؛ وكما شاهدنا هذا بأعيننا مِرارًا، وأثبتنا بعضًا منه في المحكمة، فإن ابتسامةَ الشتاء أولَ مجيئه في هذا العام حتى كأنه صيف، قد وافقت ابتسامةَ رسائل النور وانتشارَها سِرًّا بواسطة آلة النسخ؛ وإن بكاءَها مِن جَرَّاء توقُّفِ انتشارها خوفًا من ملاحقتها ومصادرتها في كل مكان، قد تطابق مع بكاء الشتاء فجأةً وتحوُّلهِ إلى شتاءٍ مزمجرٍ مخيفٍ؛ وإنني أقدِّر أن هذه أمارةٌ على أن الرسائل معجزةٌ كبرى من معجزات الحقيقة القرآنية تتجلى ساطعةً في هذا العصر، وأن للأرض والكائنات علاقةً بها.

سعيد النُّورْسِيّ

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء.. لَزِمَ بيانُ حالةٍ غريبةٍ لطيفةٍ جَرَتْ لي، وهي أنه حصل لبعضِ الذين التحقوا بالجهاد في زمنٍ سابقٍ أن شاهدوا عالِمًا مشهورًا على أكثرَ من جبهةٍ من جبهات الحرب، فلما عادوا أخبروه بما شاهدوا، فقال لهم: إن بعض الأولياء تمثَّلوا في صورتي، وأدَّوا الأعمال بدلًا مني، ليُكسِبوني الأجر، ولكيلا تنقطع استفادة أهل الإيمان من دروسي.

وقد حصل مثلُ هذا بعينه في «دَنِزْلي»، إذْ شاهدني الناس في المساجد، حتى لقد نُقِل الخبر إلى الجهات الرسمية، وبلغَ مديرَ السجن والحرس، وتساءل البعض بقلقٍ واضطراب: مَن الذي يفتح له باب السجن؟!

ومثلُ هذا يحصل بعينه هنا أيضًا؛ والحال أن ما يُعزِّز الثقةَ بالأنوار ليس هذه الخارقة البسيطة التي تُنسَب لشخصي البسيط ذي العيوب الكثيرة، بل خوارق رسائل