740

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

بالرغم من أنهم تذرَّعوا بحججٍ أخرى في الظاهر، إلا أن غرضهم من تسمير نوافذي بالمسامير اليوم كان منعي من تبادل التحية والتعارف مع السجناء، فلا تكترثوا للأمر، بل إنني ممتنٌ لهذا إذْ ينشغلون بشخصي الذي لا أهمية له، فيُخفِّفون بذلك من مضايقتهم للأنوار وطلابها، وممتنٌّ أيضًا من صميم قلبي من عدم تعرُّضهم نسبيًّا للأنوار، ومن لحاق أذاهم ومعاملتهم المهينة بشخصي بدلًا من لحاقها بكم وبالأنوار، ولهذا أشكر صابرًا ولا أكترث للأمر، فلا تكترثوا له أنتم كذلك.

إنني على قناعةٍ أن ما قام به أعداؤنا العاملون في الخفاء مِن لفت أنظار المسؤولين إلى شخصي قد عاد بالخير والعناية على الأنوار وطلابها سلامةً ونفعًا.

وينبغي على بعض إخواننا ألا يأخذهم الغضب فيتحدثوا بكلامٍ فيه طعنٌ وغمز، وأن يتصرفوا بحيطةٍ وحذر ولا يقلقوا، وألا يتبادلوا الحديث في هذه المسألة مع كلِّ أحد؛ لأن ثمة جواسيس يتلقَّفون الكلام من إخواننا البسطاء، ومن إخواننا الجُدُد الذين لم يعتادوا أخذ الحيطة، ويفسرونه على غير وجهه جاعلين من الحبة قبة، وينقلونه إلى المسؤولين.

إن وضعنا الحالي جِدٌّ لا يحتمل الهزل، لكن بالرغم من هذا كله لا تقلقوا، فنحن في ظل العناية الإلهية، وقد عزمنا أن نقابل جميع المشاق بكمال الصبر، بل بالشكر، فنحن مُكلَّفون بالشكر، إذْ في كلِّ درهمٍ من المشقة قنطارٌ من الثواب والرحمة.

سعيد النُّورْسِيّ

***