847

حضرة أستاذنا المبارك الشفيق الموقَّر..

لقد عَشِيَت الأبصار وامتلأت القلوب بالشرور والآثام في هذا العصر العجيب المغرِق في الكفر والمادية، ولا شيء يجلو هذه الأبصار وينير تلك القلوب المظلِمة الموحشة سوى رسائل النور التي هي أحقُّ وأصدق ما ترشَّح من منهل القرآن في هذا الزمان، ولهذا فإن أليق اسمٍ يسمى به هذا العصر هو عصر النور.

…….

لقد أتت رسائلُ النور إلى جِراح الإنسان التي لا تندمل، فداوتْها بدوائها الأُخرويِّ الناجع، ولقد أدَّيتم بهذه الرسائل الرائعة -وما زلتم تؤدُّون- وظيفةَ المنقذ لآلاف الشباب المثقف، ونحن شهاداتٌ حيةٌ على أولئك الذين أخرجتْهم رسائل النور من التِّيه وأنقذت إيمانهم.

لقد برزت الرسائل في هذا الزمن العصيب فنقضت بنيان المادية من أساسه، وتصدَّت بالعلم والوعي لأباطيل الشيوعية والماسونية فأحالتْها أنقاضًا وأطلالًا، وقدمتْ لقُرَّائها -وهم المحظوظون حقًّا في هذا الزمان- ماءَ الحياة الذي لا تضاهيه قيمةٌ في الدنيا ولا في الكون بأسره، أعني الإيمانَ الذي هو تذكرة السفر إلى عالَم البقاء.

أستاذَنا العزيز المبارَك.. لقد قدَّمتم إلينا هديةً نفيسةً لا تُقدَّر بثمن، ومهما قابلناكم عليها بالمحبة والاحترام فإننا مقصِّرون، وإن الرابطة التي تربط بيننا وبينكم هي رابطةٌ أبدية لا تَقدر أيَّةُ قوةٍ على حلِّها.

أُقبِّل أياديكم المباركة، وأرجو منكم الدعاء.

باسم طلاب النور الجامعيين

أحمد أطاق

من كلية العلوم السياسية

***