788

وبينما يرتكب أحدهم جنايةً كبرى بحق شهر رمضان المبارك، والشعائرِ الإسلامية، والشعبِ المتدين، تجد معارضيه في حالةٍ من الفرح والرضا عما اقترف، مع أن الرضا بالكفر كفرٌ مثله، وكذا الرضا بالضلالة والفسق والظلم؛ ولقد رأيت أن سرَّ هذا الموقف العجيب هو أن المعارضين يريدون أن يُبرروا للرأي العام جناياتهم التي ارتكبوها، ويريدون أن يُظهِروا أن الجناة الآخَرين أشدُّ كفرًا وجنايةً منهم.

إن النتائج المترتبة على هذا النوع من المظالم ليست وخيمةً فحسب، بل إنها تدمر الأخلاق الاجتماعية، وتعدُّ بمثابة اغتيالٍ رهيبٍ لهذا الوطن والشعب وحاكمية الإسلام.

كنت سأكتب المزيد، لكنني أكتفي ببيان هذه النقاط الأساسية الثلاث لأنصار الحرية المتديِّنين.

سعيد النُّورْسِيّ

***

نورِدُ هنا حاشيةً على ما كتبناه سابقًا إلى «عدنان مَنْدَرِس» من حقيقةٍ تتعلق بحياتنا الاجتماعية.

حاشية: بخصوص القضية التيجانية [القضية التيجانية: مجموعة أحداثٍ وقعتْ في تركيا في حقبة الحزب الجمهوري عام 1949م، وقد وقعت على يد أفرادٍ ينتسبون إلى الطريقة التيجانية، قام اثنان منهم برفع الأذان تحت قبة مجلس الشعب، وقام آخرون بتحطيم تماثيل مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة وريفها؛ هـ ت] التي وقعت نتيجةً لقوانين العهد السابق التعسفية التي لا موجب لها، ونتيجةً لسوء تنفيذها كذلك، بل لعلها وقعت بتحريضٍ من رجال ذلك العهد، فإني أرى أن ثمة حلًّا وحيدًا يُجنِّب تحميل القضية على عاتق الديمقراطيين المتديِّنين، ويحفظ سمعتهم ومكانتهم في نظر العالَم الإسلامي، وهو حلٌّ يُكمِل ما بدؤوا به من نشر الأذان المحمدي الذي ضاعف قوتهم عشرة أضعاف، وذلك