817

صديقي العزيز المبارك.. لا أدري إن كنتم تتذكرون أخاكم العبد الفقير هذا، لكن دعوني أذكِّركم به على أيَّةِ حال.. فأنا صديقكم القديم من أنقرة: «عثمان نوري»، الذي تشاورتم معه يوم التقينا في موعدٍ محددٍ في مقر إقامتكم باسطنبول، وكان التشاور حينها بخصوص الاستجابة للدعوة التي وَجَّهَتْها إليكم وإلى نحو ثماني عشرة شخصيةً الهيئةُ التي تقود حرب الاستقلال من أنقرة، وطلبَتْ منكم الانضمام إليها في حرب الاستقلال التي كانت رحاها تدور في شتى أنحاء البلاد، وكنتُ حينها مفتيَ فرقةٍ من المتطوعين، ثم عُيِّنتُ بعدها مفتيًا في وزارة الدفاع، وبقيت في هذا المنصب قرابة خمسٍ وعشرين سنةً، وقد أُحِلتُ إلى التقاعد قبل ثلاث سنوات.

أقيم الآن بأنقرة، وأقضي حياتي داعيًا بالخير لكم ولأهل الإسلام وبني الإنسان؛ وأعظم ما أتمناه وآمله قبل أن يأتيني الموت هو أن أحظى بزيارتكم ورؤيتكم وأُجالسَكم في الله لا غير، فهذا ما أرجوه من صميم قلبي.

أُرسِل إليكم يا أعز الأعزاء، وإلى طلاب النور سلامي الحار وتحياتي العاطرة مشفوعةً بالتكريم والإجلال والاحترام، وأسأله تعالى ضارعًا أن يجعلكم أعزاء في الدارين.. أقبل أياديكم الكريمة المباركة ببالغ الشوق واللهفة، وأرجو خالص دعواتكم منتظرًا رسالتكم الجوابية.

سيدي صاحبَ النور والعزم والإرادة والإرشاد.. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

الباقي هو الله

صديقكم مع خالص الود والتفاني

عثمان نوري