829

إن هذا الرجل المحترم الذي ينتظر قراركم العادل، هو إنسانٌ نقيُّ السريرة صادقُ اللهجة، قد مَخَضته التجارب والسِّنون، ولم يتنزَّل في حياته قط لأن يقول خلاف الحقيقة، وقد أعرب في أول جلسات المحكمة عن تقديره للحكومة الحالية وإعجابه بها، ودعا لها بالتوفيق، وأعلن صريحًا أن الحكومة التي انتقدها إنما هي الحكومة السابقة.

والحقيقة أن موكِّلي قد ناضل مع أبناء هذا الوطن ضد الاستبداد، وسعى لتأسيس الحرية وحاكمية الأمة، وهو اليوم يشعر بالسعادة والامتنان للنجاح الذي تحقق في هذا المجال؛ ولا يخفى أن إحدى غايات رسائل النور هي غرس النظام والانتظام الاجتماعي في القلوب، فإذا كان رجال السياسة يعملون على الصعيد السياسي لتحقيق هذه الغاية، وتأمين الحقوق والحريات لهذا الشعب، فإن مؤلف رسائل النور يقوم بالأمر نفسه، لكن على الصعيد المعنوي؛ فالغاية إذًا مشتركة.

إن مؤلف رسائل النور وتلاميذَها -والرسائلُ مدرسةُ نورٍ وعرفان- هم حُرَّاسٌ معنويون ومحافظون فخريُّون يَرعَون الأمن والنظام والاستقرار، ويعملون على الصعيد المعنوي لإزالة الفساد والفوضوية الهدامة من القلوب والأذهان، ويقومون بعملهم هذا بكلِّ صدقٍ وتفانٍ دون انتظار أيِّ مقابلٍ أو عِوَضٍ أو غرضٍ، ولا يبتغون من وراء هذا سوى مرضاة الله تعالى ونفع البلاد والعباد؛ وليس في هذا ما يوصَف بأنه جرمٌ أو جناية، بل هو خدمةٌ للوطن والشعب تستحق التقدير لا المؤاخذة؛ ومن حقنا أن نطالب ببراءتهم.

والقرار للمحكمة الموقرة.

***