832

يحيد عنه حتى يسلِّم الروح لبارئها.. مسلمٌ عظيمٌ لم يعرف الضعف سبيلًا إليه، فما نحُلَ إلا في سبيل الله جسدُه.. حين دعا إلى الله في يومٍ من الأيام التي يقال عنها: إنها أيام الديمقراطية.. أجل، دعا إلى الله وحدَه.. واقتدى برسوله (ص).. وبلغ كتابَه.. ونبَّه شبابَ وطنه.. فما إن فَعَل ذلك حتى لاحقه مُدَّعٍ عامٌّ قائلًا: تعال تعال.. لقد أجرمتَ!! وخيم على الآفاق ظلامٌ حالك.

ولكن.. انظروا إلى هذا المسلم الأصيل الكبير سِنًّا وقدرًا كيف تعلوه السكينة والطمأنينة!! ذلك أنه رجلٌ مُوحِّدٌ لم تستغرقه الكثرة.. وإنما جعل هَمَّه واحدًا فكفاه الله سائر الهموم.

إنه مظهرُ تجلٍّ من تجليات الله سبحانه.. يعاين المِنَح من قلب المِحَن.. ويشهد السراء من قلب الضراء.. أجل، فقد خَبَر حقيقة الأشياء فنفذ من الكثافة إلى اللطافة.. يجري في عروقه التي أريقت دماؤها إمدادُ الله تعالى وتأييدُه ونورُه.. ذلكم هو المسلم الذي رفع مُدَّعٍ عامٌّ دعوى بحقه، وأوثق يديه بالقيود وساقه إلى السجن.

لماذا؟ ما الذي فعله هذا الشيخ وقد بلغ من السن ما بلغ؟! ما الجرم الذي اقترفه؟!

بالنسبة إلى ذلك المدعي العام فقد فعل هذا الشيخ الكثير الكثير..

فأولًا: أصدر كتابًا بعنوان: مرشد الشباب!!

وثانيًا: تصرف بما يُضادُّ العَلمانية!!

هل الإله والدين والإيمان قضايا ضد العَلمانية؟ ربما، وماذا بعد؟

سعى -ثالثًا- لإقامة الركائز الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحقوقية للدولة على أساسٍ ديني!!

كيف؟ ولماذا يفعل ذلك؟

رابعًا: سعى لتحقيق نفوذٍ شخصي!!