834

«إن أخطر فرقةٍ تُجنِّدها جهات الزندقة والإضلال في حربها على الإسلام في هذا الزمان، هي فرقة النساء الكاسيات العاريات اللواتي سَوَّلتْ لهن نفوسُهنَّ الأمارةُ تسليمَ قيادِها للشيطان، فرُحنَ يتعرضن لأهل الإيمان بخناجر مفاتنهن، ويضيِّقن سبيل العفة والنكاح، ويُسهِّلن سبيل الرذيلة والفاحشة، ليقع كثيرٌ من الناس أسيرَ هوى نفسه الأمارة، ويقارِف الكبائر ملحقًا الضرر -وربما الموتَ- بقلبه وروحه».

أفي هذا الكلام كذب؟ كلا.

هل يُنكَر وجود العاهرات اللواتي يحاربن العفة ويشجعن الرذيلة؟ كلا.

ألم تكافح الدولةُ الدعارةَ السريةَ منها والعلنيةَ؟ ألا يكافح قانونُ العقوبات والشرطةُ الأخلاقية هذه الظاهرة ليل نهار؟!

يقول المدعي العام: بلى.. ولكن نحن من يكافحها وليس الله.

حسنًا.. لِيَقُل ذلك.. ولكنَّ القانون والشرطة والمدعي العام يلقون القبض على مرتكب الجرم والمحرِّض عليه بعد وقوع الجرم.. يعني بعد الانتهاء من ارتكاب الفعل.. بعد أن يُنتهَك العِرض ويموت الشخص.. ولا يمكن قانونًا اتخاذ أي إجراءٍ قبل وقوع الفعل.. لكنه ممكنٌ دينًا.. وذلك بالتدين والخشية من الله.. فبهذه الخشية يمكن التوقِّي من هذه الرذائل على اختلاف أنواعها، والإسلام يأمر بهذا ويدعو إلى اتخاذ التدابير المسبقة.. كيف؟

بالنصيحة.. بالتنبيه.. بالتعريف بالله.. بزرع محبة الله وخشيته في قلب الإنسان.. بالترهيب من النار والجحيم والعذاب الأبدي، وبالترغيب بالجنة والنعيم الأبدي.. حتى يجتنب المرء هذه القبائح والمساوئ ويُنقذ نفسَه.. وحتى يعيش المجتمع والدولة والشعب والحكومة والمدعي العام نفسُه في راحةٍ وطمأنينة.. فلأجل هذا اغرِسوا في قلوب الناس محبةَ الله وخشيتَه.