821

الكتاب على نشر الأفكار الدينية، وقدَّم أفكارًا يسترشد بها الشباب، ودعا إلى حجاب المرأة، وبيَّن أن خروج النساء كاسياتٍ عارياتٍ أمرٌ يخالف الإسلام وينافي فطرة المرأة، وأوضح أن ما يُجمِّل المرأة إنما هو التربية الإسلامية، وما يزيِّنها هو الآدابُ القرآنية، كما بيَّن أنه يؤيد تدريس العلوم الدينية، وأنه يطالِب بناءً على هذا بأن ينسجم نظام الدولة ودستورها مع الأصول الدينية.

وقد تولى مجموعةٌ من محامي اسطنبول الدفاع عن الأستاذ بديع الزمان، وهم: «سَنِيُّ الدين باشاق»، و«مِهري حلاو»، و«عبد الرحمن شرف لاج».

وقد ردَّ الأستاذ النُّورْسِيّ على ما جاء في لائحة الادعاء وتقرير اللجنة مُبيِّنًا أنه لم تكن له علاقةٌ بالسياسة ولا بشيءٍ من التيارات الدنيوية أو الهدَّامة طَوالَ خمسٍ وثلاثين سنةً من حياته، وأنه إنما سلك سبيل إنقاذ الإيمان بكلِّ قوته، ولم يشغل نفسه ولم يوجِّه اهتمامه إلا لأمرٍ وحيد، هو الحقائق الإيمانية والخدمة القرآنية، وذكَّر بقرارات البراءة وإعادة الكتب المُصادَرة التي صدرت بحقه من محاكم مختلفة.

كما أوضح أن طبع كتابه المسمَّى «مرشد الشباب» من قِبَلِ طلاب الجامعة ينبغي أن يكون محلَّ امتنانٍ وتقديرٍ لا استنكارٍ ومساءلة، وأن نشر أجزاء رسائل النور من أمثال رسالة «مرشد الشباب»، وإقراءَها للشباب والفتيان والنساء بشكلٍ عموميٍّ هو أهمُّ ما يلزم لتحقيق سعادة هذا الوطن وأبنائه، إذْ إنَّ هذه الرسائل تتصدى للتيارات الهدَّامة في هذا العصر، خصوصًا منها التيارات التي تنشر الإلحاد والرذيلة التي تهدد بنياننا الاجتماعي بالتقويض والخراب، ونوَّه في الختام إلى أن الطلاب طبعوا رسالةَ «مرشد الشباب» لهذا الغرض دون أن يكون له علمٌ بذلك.

رُفِعت الجلسة، وحُدِّد موعد الجلسة التالي بتاريخ 19/2/1952م، وعندما حَلَّ موعد الجلسة كان حشدٌ غفيرٌ من طلاب النور من أبناء الجامعات وغيرِهم من أهل الإيمان والعرفان قد توافدوا وحضروا مبكِّرين لسماع الجلسة، وغصَّت بهم ردهات