827

إن درس الحقيقة الذي تلقَّيناه من القرآن الحكيم نحن تلاميذَ مدرسة النور والعرفان، هو أنه لو وُجِد في بيتٍ أو مركبٍ شخصٌ واحدٌ بريءٌ وعشرةُ جناةٍ، فإن العدالة القرآنية تمنع تدمير ذلك البيت أو المركب صونًا لحقِّ ذلك البريء من الضرر، فكيف لو كان الموجود عشرة أبرياء في مقابل جانٍ واحدٍ، أفيجوز تدمير البيت أو المركب لأجله؟! أفلا يكون ذلك -إنْ وقع- ظلمًا فادحًا، وخيانةً كبرى، ووحشيةً بالغة؟!

فلأجل هذا مَنَعتِ العدالةُ الإلهيةُ والحقيقةُ القرآنيةُ منعًا شديدًا من تعريضِ حياةِ تسعين بالمئة من الناس الأبرياء للخطر والضرر، بجريرةِ عشرةٍ بالمئةِ جناةٍ أخلُّوا بالأمن والاستقرار، ولأجل هذا نرى أنفسَنا مُكلَّفين شرعًا بالحفاظ بكلِّ قوتنا على الأمن والاستقرار اتباعًا لهذا الدرس القرآني.

ومن هنا، فلا ريب أن أعداءنا العاملين في الخفاء في العهد السابق، والذين اتهمونا هذه الاتهامات الباطلة، إما أنهم يريدون أن يجعلوا السياسة أداةً بيد الإلحاد، أو أنهم يعملون ما بوسعهم -بعلمٍ أو بجهلٍ- على توطين الأيديولوجيات الفاسدة في بلدنا؛ وقد بات واضحًا أنهم هم وليس نحن مَن كان يضرب النظام، ويُخِلُّ بأمنِ البلاد واستقرارها المادي والمعنوي.

إن المسلم الحقيقي والمؤمن الصادق لا يمكن أن يؤيد في يومٍ من الأيام الفوضى والفساد والفتنة، فدينه يمنعه من ذلك أشد المنع، لأن الفوضوية لا تعرف الحقوق، بل تُحيل السجايا الإنسانية والقيم المدنية إلى طباعٍ حَيَوانيةٍ كالتي لدى الحيوانات المتوحشة، حتى إن القرآن الحكيم قد أشار إليها على أنها جماعات يأجوج ومأجوج التي ستظهر في آخر الزمان.

أيها القضاة المحترمون..

لقد أذاقوني وطلابي الأذى والنكال طَوالَ ثمانٍ وعشرين سنة، ولم يتردد المدعون العامون في تشويه سمعتنا والطعن بنا في المحاكم، لكننا صبرنا وتحملنا وواصلنا سيرنا