نصيحةٌ للإخوة في الحزب الديمقراطي

إن أمضى سلاحٍ يستخدمه أُجَراء الماسونية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم هو إظهارهم أن الحزب الديمقراطي أشدُّ منهم عِداءً ومحاربةً للدين، مع أنهم حين كانت بيدهم مقاليد الأمور في العهد السابق، وكان لهم الأمر والنهي استبدادًا وتسلُّطًا، كانوا حربًا على الدين والإيمان في هذا الوطن، يأخذون بخِناقه ويحرقون الأخضر واليابس فيه.

وها هم اليوم قد توزعوا فريقين: أحدهما يرتدي لباس الدين كذبًا وزورًا، ويبث الحملات المغرضة بأن الحزب الديمقراطي لن يفي بوعده بتأمين الحرية الدينية لأبناء هذا البلد؛ والآخر يسعى للحيلولة دون قيام الحزب الديمقراطي بتأمين الحرية الدينية، وذلك باتهامه بأنه يحمي الرجعية، وبذلك يدفعونه لمحاربة الدين والمؤسسات الدينية، ولمعاملة المتدينين بجفاءٍ وقسوة.

إن ما قام به الحزب الديمقراطي فور استلامه مقاليد الأمور من تضييق الخناق على الحركة الشيوعية من جهة، وسماحه برفع الأذان المحمدي من جهةٍ أخرى، قد أكسبه الدعم والتأييد من قطاعاتٍ عريضةٍ من أبناء هذا الشعب، وضاعف قوتَه بشكلٍ كبير، مما أثار مخاوف وقلق غريمه الحزب الجمهوري.

ولا تخفى على الحزب الديمقراطي الحال المُزرية التي تردى فيها العهد السابق باتباعه سياسةً ظالمةً مع أهل الدين وأهلِ القرآن النوريِّين، ونحن على ثقةٍ من أن هذا الحزب لن يقع في هذا الفخ اللعين.

إن شعارات الحقبة السابقة معروفةٌ معلومةٌ للجميع، وإن على الديمقراطيين إنْ أرادوا البقاء في موقعهم أن يتبعوا سياسةً تخالف هذه الشعارات بالكلية، وذلك بالتصدي للشيوعية من جهة، وحماية الدين وأهله من جهةٍ أخرى؛ أجل، لا بد لهم من السير في هذا الطريق بكل جرأةٍ ووضوح، وإن أيَّ ضَعفٍ أو ترددٍ يُظهِرونه بهذا الصدد سيوقعهم في الفخ الذي نصبه لهم الحزب الجمهوري.