812

باسمه سبحانه

حضرةَ أستاذنا العزيز المبارك الشفيق الحبيب..

كلما قرأنا رسائل النور بإمعانٍ وتفكُّر مستأنسين بدعواتكم وإرشاداتكم، تَبيَّنَ لنا أن هذه الأسفار النفيسة إنما هي كشَّافٌ يزيح الستار عن طلسم الكون ويحلُّ لُغزه، وأنها كذلك مرشدٌ جليلٌ ودليلٌ أمينٌ للحاضر والمستقبل؛ أجل أستاذَنا الجليل، يَتبيَّن لكل ذي لبٍّ يقرأ رسائلَ النور أنها تُنوِّر الإنسان وترشده وتنقذه من ظلمات الفكر، سواءٌ في هذا الزمان أو في أزمنةٍ لاحقة.

إنها لم تؤلف لتلبِّيَ حاجة هذا الوطن وأبنائه فحسب، بل لتلبِّيَ كذلك حاجة أبناء العالم الإسلامي والمجتمع الإنساني كافة؛ نعم، فالبشرية اليوم تعيش حالةً من التردي والبؤس لم يسبق لها مثيل، ولا خلاص لها من هذه الأزمة إلا بالتمسك بالحلِّ القرآني الذي بيَّنتْه رسائل النور بيانًا وافيًا، وهذه حقيقةٌ أَدركها ويدركها كل مَن يقرأ الرسائل؛ ولو كان الأمر بمقدورنا لأعلنَّا هذه الحقيقة بأعلى صوتنا على مرأى العالم وسمعه، لكنْ إنْ لم نستطع القيام بذلك فإنَّ علينا -نحن الذين عرَفْنا قيمةَ الرسائل وأهميتَها للناس- أن نستغل كلَّ دقيقةٍ من وقتنا في الغَرْف من منبع الكمالات والعرفان هذا، ونَعمُر أيامَنا ونغتنم عمرنا في الاستزادة من هذا الكنز النوراني الفياض، كلَّل الله مساعينا وأعمالنا بالعون والتوفيق.

إن ثمة حقيقةً واضحةً جليةً يَلزم التنويه لها، وهي أن المرء مهما سما علمُه يَظَلُّ بحاجةٍ إلى قراءة رسائل النور والإفادة منها والتلمذة على يد مؤلفها، وإلا فإنْ غَلَبتْه الغفلة، ورَكَنَ إلى أنانية نفسِه الخداعة فلم يقرأ الرسائل، حَرَمَ نفسَه من خيرٍ كبير؛ ولا نقول هذا ادِّعاءً، بل هي حقيقةٌ خَبَرناها بأنفسنا، ولسنا نوفِّي هذه النعمة الربانية حقَّها