922

بأنها تحقق كذلك السلامَ بين الشرق والغرب وهما اللذان عُهِد بينهما الخلاف والشقاق؛ وإننا لنجد اليوم تياراتٍ في أوروبا وأمريكا تَجِدُّ في البحث عن كشوفاتٍ علميةٍ جديدةٍ تَحُلُّ مشاكلَ العالَم، وتُبيِّن الحق والحقيقة لإنسان هذا الزمان الذي بلغ ما بلغ من الرقي العلمي والفكري، ولو أمكن لهؤلاء أن يتأمَّلوا ويدركوا لوجدوا بُغيتهم في رسائل النور، وثمة علائم تشير إلى تحقُّق شيءٍ من هذا لدى الشعب الألماني. [ومن الأمثلة على هذا دخول خمسة وستين شابَّا في الإسلام، والتزامهم بنهج رسائل النور، وذلك في بلدةٍ ألمانيةٍ واحدةٍ وفي محيطٍ مسيحيٍّ خالص؛ المُعِدُّون]

لقد تناولتْ رسائل النور العُقَد المستعصية التي عجز عن حلها فلاسفة الغرب فيما مضى، والتي قال عنها فلاسفة اليوم إنها لم تُحلَّ بعد، فحَلَّتْها بفيض القرآن الكريم ومَدده، وأقامت على ذلك الدليلَ العقليَّ المنطقي؛ وكذلك الأمر في قضايا إشكاليةٍ اجتهد حكماء الشرق في إيضاحها وتفهيمها، فكتبوا فيها أربعين صفحة، بينما عبَّرت عنها رسائل النور بأسلوبٍ بالغ الإيجاز في صفحةٍ واحدة، ونقتبس بهذا الصدد بعضًا مما قاله الأستاذ بديع الزمان عام 1935م في دفاعه أمام محكمةِ جناياتِ «أسكي شَهِر»، وهي محكمةٌ دُبِّرت له بُغيةَ أن يُقضى عليه بالإعدام، يقول الأستاذ: إن رسائل النور لا تُطفأ ولا تنطفئ.. إنها نورٌ لا تزيده محاولات الإطفاء إلا سطوعًا.. وإنها كَشَّافٌ يميط اللثام عن طلسم الكون ويحلُّ لغزه.

ومن هذا القبيل مسألة الحشر الجسماني، التي قال فيها أحد عباقرة الحكماء كابن سينا: «إنها ثابتةٌ بالنقل، نؤمن بها ولكن لا سبيل للعقل إليها»؛ فقد أثبتتْها رسائل النور إثباتًا عقليًّا بفيض القرآن الكريم، وأوضحتْها بأسلوبٍ فريدٍ بحيث يَسهُل فهمها حتى على العوام.

وقريبٌ من هذا أيضًا الاعتراضاتُ التي أثارها طلاب فلاسفة أوروبا المغرقين في الضلال حول بعض الآيات والأحاديث المتشابهة لعدم وقوفهم على معناها، فقد