927

ويقول أحد الأدباء: كان قلبي مؤمنًا، لكنْ كان عقلي مُظلِمًا، فجاءت رسائل النور فنوَّرَتْهما معًا، وأقامت الحجةَ على نفسي، وأنقذتني من عذابٍ جهنمي.

ويقول أحد الأطباء: ذلك اليوم الذي بدأتُ فيه الاستفادة من رسائل النور هو يومُ ولادتي بحق.

ويقول شابٌّ موفَّقٌ من طلاب الجامعة: لَأَن أؤدي خدمةً من قبيل توصيلِ رسالةٍ من رسائل النور ونقلِها من موضعٍ لآخَر في اسطنبول أحبُّ إليَّ من أن أكون نائبًا في البرلمان.

وقبل ثلاثين سنةً قال رجلٌ جليل القدر كبير السن فاضلٌ مُخلِصٌ من أهل التصوف، عن شابٍّ يُدعى لطفي: إن طالب النور هذا قد سبقني بأشواط.

فهذه نماذج يسيرةٌ من اعترافاتٍ كثيرةٍ تشير إلى ما ذكرناه من سرِّ الإخلاص؛ ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل نجد سرَّ الإخلاص هذا لدى طلاب النور، فبه يوفَّقون في خدمة الإيمان والإسلام تحت وطأةِ قيودٍ كثيرةٍ وتهديداتٍ جمَّةٍ وظروفٍ صعبةٍ، ويَقفون حياتهم لخدمة الرسائل والسير على نهج أستاذهم، وقد جعلوا قضيَّة رسائل النور رأسَ مالِ عمرهم وغاية حياتهم، ولما كان مقصَدُ رسائل النور مرضاةَ الله تعالى، فقد حاز المحامون ذوو الغيرة الإيمانية نعمةً عظيمةً وشرفًا عاليًا بالعمل لها، إذْ باتوا محامين فخريِّين لها تفيض جوانحهم ولاءً للإسلام، وكذا الحال مع نُظرائهم من الكتاب والمحرِّرين الذين أخذوا يجاهدون بأقلامهم في نصرة الحق والدفاع عن الدين؛ إن الانتشارَ الذي تحظى به رسائل النور، والفتحَ الذي تُحقِّقه، والأثرَ الذي تتركه، هو أشبه بالموجودات التي تنتشر في فصل الربيع وتتفتح بأبهةٍ وجلالٍ من غير ضجيج.

فيا إخوة النور الأعزاء.. لقد حظيتم بنعمةٍ عظمى جديرةٍ بكلِّ مدحٍ وثناءٍ كرسائل النور.. وتتلمذتم على يد بطلٍ من أبطال الإسلام كبديع الزمان.. ذلك المفكر العبقري، والعالِم المتبحِّر، والمجاهد الفذّ، والعبد الكُلِّي الذي تجسدتْ فيه الحقائق