915

لقد دأب أعداء الدين الحمقى على تضليل الجهات الرسمية وتحريضها علينا واتخاذها وسيلةً لإرهابنا.. ألا يدري هؤلاء مَن طلاب النور؟!

والحقيقة أن هؤلاء الأعداء من ملاحدةٍ وماسونيين وشيوعيين هم في منتهى درجات الضعف، أما سبب رؤيتهم أقوياء في الظاهر فيعود إلى أعمالهم التخريبية الهدامة، وهي أشبه ما تكون بالعمل الذي يرتكبه فتى شرير إذْ يُحرِق بيتًا كاملًا بعود ثقابٍ واحد!! أجل، إنهم في منتهى درجات الضعف، لأنهم يركنون إلى نفوسهم التي لا يبلغ حظُّها من الاقتدار حظَّ العصفور، وهم في منتهى درجات الذلة والمسكنة والدونية، لأنهم عبيدٌ لعبيدٍ أمثالهم، يتزلفون إليهم ويُراؤونهم ويتملَّقونهم، أما أهل الإيمان -لا سيما مَن حاز نصيبًا من الإيمان التحقيقي- فأقوياء أعزة، وكلُّ واحدٍ منهم عبدٌ عزيزٌ كُلِّيٌّ، لا يخضعون إلا للقدير ذي الجلال، الحاكمِ ذي الكمال، خالقِ الكائنات، ربِّ السماوات والأرض الذي بيده ملكوت كلِّ شيءٍ وهو على كلِّ شيءٍ قدير.. فإليه يتوجهون بالعبادة، وإليه ينتسبون، وإليه يَركَنون.

لقد أدرك المنافقون وأعداء الدين العاملون في الخفاء أن طلاب النور أناسٌ حملوا أرواحهم على أكفِّهم، وتبيَّن لهم منذ زمنٍ بعيدٍ أنْ ليس بالمقدور إبعادهم عن رسائل النور أو تخذيلهم عن أستاذهم، فغيَّروا مخططاتهم ودسائسَهم الشيطانية، وسلكوا سبيل الخديعة والمكر عسى أن يظفروا منهم بنقطة ضعفٍ يتسللون منها أو يستغلوا بساطتهم وطِيبة قلوبهم، فدخل هؤلاء المنافقون أو رجالهم أو المخدوعون بهم في سلك طلاب النور في صورة أصدقاء وموالين أو في صورة طلاب نورٍ، وراحوا يرددون كلامًا من قبيل: ثمة خدمةٌ للإسلام سوى هذه.. وثمة جهادٌ لأعداء الدين سوى هذا.. وثمة كتبٌ أخرى سوى الرسائل قيمةٌ نافعة.. وتلك علومٌ أخرى إن حصَّلتَها قدَّمتَ خدمةً أفضل لرسائل النور.. ونحوِ هذا من الدسائس التي يكيدونها لصرف طلاب الرسائل عن الأنوار وشَغلِهم تدريجيًّا عن الخدمة التي يؤدونها، وتحويل أنظارهم إلى مسائل أخرى