916

إلى أن يجد أحدهم نفسَه في نهاية المطاف مُستغرَقًا في مشاغل شتى لا يجد متَّسعًا من الوقت ينفقه في العمل للأنوار.

وربما سلكوا في خديعتهم سبيلًا آخر كإغرائهم بالمنصب والشهرة والمال والثروة، أو ثَنيِهم عن الخدمة بالتخويف والترهيب؛ إلا أن رسائل النور تمنح كلَّ مَن يقرؤها بدقةٍ وإمعانٍ نباهةً فكريَّةً ويقظةً روحيةً وصحوةً قلبيةً، فلا تنطلي عليه مثل هذه الخدع، بل تعود بنقيض ما أراد مُدبِّروها، بل تدفعنا -نحن طلابَ النور- وتشدُّنا أكثر نحو رسائل النور، فسبحان مَن ردَّ كيدهم في نحرهم، حتى لَيَجدُ المرءُ بين طلاب النور مَن تركوا دنياهم ووقفوا حياتهم لخدمةِ الأنوار، ولم يكن لهم من دافعٍ لهذا -بعد النية الخالصة الصادقة السامية- سوى مقارعة هذه الخطط والخدع الخبيثة، وهم يرددون ما قاله أستاذهم من قبل: «إن الزمان زمان التضحية للإسلام»؛ فالحمد لله على فضله وإحسانه.

ليس لنا علاقةٌ بالسياسة، بل هي من منظور خدمتنا الإيمانية ليست سوى حُطام زجاج، فكيف يُستَبدَل بالألماس النفيس؟! ولقد صرَّح تقرير لجنة الخبراء برئاسة الشؤون الدينية أنْ ليس في رسائل النور موضوعاتٌ تتعلق بالسياسة، وسبق أن أعلن المدّعي العام بـ«أفيون» في لائحة ادِّعائه أن نشاط بديع الزمان وطلابه ليس نشاطًا سياسيًّا.

أجل، فالوظيفة التي أَولاها تلاميذ النور اهتمامَهم هي أعظمُ من أعظمِ قضيةٍ دنيوية، فلا وقت لدينا للانشغال بالسياسة، ولو كان لنا مئة يد فهي بالكاد تكفي لخدمة النور، ولو كانت لنا ثروات دولٍ كأمريكا وبريطانيا لوَقَفناها على قضية إنقاذ الإيمان، ولا وقت لدينا للانشغال بالتيارات السياسية والأفكار الباطلة، فعمرنا قصير ووقتنا ضيق، والانشغال بالأمور السيئة يخلِّف على المرء أثرًا سيئًا، لا سيما في مثل هذا الزمان، حيث يُزيَّن الباطلُ تزيينًا يُضلل الأذهان الصافية كما قال أستاذنا؛ نعم، فربما تعاطى أحدهم الأفكارَ والأمور السيئة بنيةٍ صافيةٍ قائلًا: سأتعلمها وأعرفها لأحاربها وأردَّ عليها، إلا أنه شيئًا فشيئًا يجد من نفسه ضعفًا في الارتباط بالدين والتمسك به والثبات