901

من صميم عاطفتكم الدينية الجياشة وروحكم المستغرقة في النور؛ وإنني أبادلكم تحيةً بتحية، وودًّا بِوُدٍّ، وحُبًّا بحب، وأعانقكم وأقبِّل محياكم -على البُعد- بشوقِ مَن تآخَوا في الله وتلاقَوا عليه.

ثانيًا: سُررت سرورًا بالغًا بما تفضلتم بإرساله إليَّ من «الخطبة الشامية» ورسالة «الشكوى»والمراسلات وقرارات المحاكم، وبينما كنت بصدد كتابة رسالة شكرٍ لكم إذْ وصلتني مجموعة «الكلمات» من أخينا «أحمد رمضان» بِـ«كركوك»، فغمرتني سعادةٌ لا توصف، ورحتُ أكتب رسالةَ شكرٍ أخرى له كذلك؛ والحقُّ أن مشاعر الامتنان والشكر يُبادلكم إياها جميعُ أفراد جماعتنا المباركة، وهم يبلغون إخوان النور الأعزاء تحياتهم وسلامهم.

…….

إنني وسائر إخواني نرى أن صلتنا بالأستاذ قائمةٌ على أساس أن كل عصرٍ يحتاج إلى إنسانٍ كاملٍ يفسِّر الآيات اللامتناهية المبثوثة في الآفاق والأنفس أحسنَ تفسير، ولسنا ننكر وجود علماء أجلاء أفاضل كُثْرٍ في الشرق والغرب في عصرنا هذا، ولكن الحاجة ماسةٌ إلى عُمدةٍ يقوم مقام غوثٍ فريد، قد تجرد عن المنافع الفانية، وتنوَّر بالنور الباقي واستغنى به؛ ولما كان أستاذنا الجليل مُتحليًا بهذه الأوصاف كان بمثابة القطب لزماننا، وكان اتِّباعُه اقتداءً بمن هو أهلٌ للاقتداء، ولما كان وجود الإمام المجدد الأكبر في زماننا هذا قد بلغ حالةً تشبه زمان الفترة، فلا ريب أنه من الواجب الارتباط بمجددٍ كهذا المرشد الأعظم، فهذه الحقيقة هي التي تدفعنا للارتباط بالأستاذ الكبير دون تردد، يساعدنا على هذا انجذابُ رابطة الإيمان القائمة في قلبِ كلِّ واحدٍ منا إلى منبع النور الأصلي.

إن إخواني هؤلاء يطالعون هذه الرسائل ويتدارسونها فتترك فيهم أثرها الواضح دون إبطاء، ويرتفع مستوى تحصيلهم في زمنٍ يسيرٍ كأنما حصل انقلابٌ في شخصياتهم،