932

باسمه سبحانه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلتْ لأستاذنا رسالةٌ من أحد كبار المسؤولين يقول فيها: إن قياديين في الحزب الحاكم السابق -حزب الشعب الجمهوري- أوعزوا إلى رجال الحزب ذوي النفوذ في مفاصل الدولة بالعمل على منع نشر كتاب «سيرة بديع الزمان»، وأغرَوهم بتقديم امتيازاتٍ خاصةٍ لتحقيق هذا الغرض؛ وقد أجاب الأستاذ عن هذا بما مُفاده:

أولًا: إن أهم أجزاء هذا الكتاب قد سبق نشرُها عدة مرات، منها ما نشرته مجلة «سبيل الرشاد» ثلاثَ مرات، ومنها ما نُشِر أربعَ مراتٍ بالحرف العربي واللاتيني قبل نحو أربعين سنة، فضلًا عن أن بعض الدفاعات التي تضمَّنتْها هذه السيرة قد سبق أن طُبِعت بإذنٍ رسميٍّ وتُليَتْ في المحاكم، وقد أضيفَ مؤخَّرًا بعضُ الرسائل والمقالات التي كتبها علماء أفاضل من خارج البلاد على سبيل التعريف والشكر والتقدير، وعليه فلا يوجد سببٌ يسوِّغ للمحكمة التعرض بالمنع لشيءٍ مما سبق.

ثانيًا: لقد انتشرت رسائل النور انتشارًا ذاتيًّا عجيبًا في العالَم الإسلامي برغم ضغوط رجال السياسة خلال الأربعين أو الخمسين سنةً خَلَت، فكيف تُمنَع ولها اليوم ملايين الناشرين؟! ألا إنه لَيَعجِز عن منعها لا رجالُ الحزب السابق فحسب، بل العالَم بأسره، بل ينقلب عملهم هذا دعايةً لها، فلا يبتئسْ طلابُ النور لهذا.

ثالثًا: لقد سامحتُ الحزب السابق عن كل مَظلمةٍ ظلمني إياها، فضلًا عن أن رسائل النور قد أسدَتْ خدمةً كبيرةً للأمن والاستقرار في الأناضول والولايات الشرقية، إذْ أقامت في قلبِ كلِّ امرئٍ رقيبًا هو بمثابة شرطيٍّ معنويّ، ورسَّخت العمل بالدستور القرآني القائل: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الإسراء:15]، والذي بمقتضاه لا يجوز ولا يَصِحُّ إن ارتكب أحدٌ جريرةً أن تُحمَّل المسؤوليةُ على غيره أو حزبه أو أهله وأقربائه.