936

باسمه سبحانه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذَنا الجليل.. ها هي رسائل النور تنال حريةَ الانتشار لتؤتي دعوتُكم الإيمانية القدسية أُكلَها طيبًا مباركًا مكافأةً لكم من الله تعالى على جهادكم المعنوي وصبركم الجميل.. لقد انطلقت هذه الدعوة القدسية في ظروفٍ بالغة الشدة، ومضتْ ترفع قضيتها السامية وتخوض كفاحها المرير، وها هي اليوم تكُلَّل بالنجاح والظَّفَر، فتَنفُذُ إرادةُ الله، وتتحقق أمنياتنا وآمالنا، وينتصر الإيمان على الكفر، مُمزِّقًا حُجُبَ الظلام، وناشرًا النور في الآفاق.

لقد أحسنت إلينا رسائل النور نحن أبناء تركيا -بل معنا الإنسانية جمعاء- إذْ حَقَّقتْ لنا هذا النصر والنجاح، وعرَّفتْنا نعمةَ الإيمان فبلَّغتْنا به سعادةَ الأبد، وشرفتْنا بحُظوة القرب من الله تبارك وتعالى، وقد باتت اليوم السلاحَ الأقوى والأمضى الذي سيحسم معركة الإيمان والكفر.

أجل، لقد عَمَرتْ رسائلُ النور أرواحنا، وقوَّتْ إيماننا، وأخذت بمجامع قلوبنا، وإننا نعبِّر لكم -أستاذَنا الحبيب- عن جزيل شكرنا وامتناننا بهذا الخصوص.. لقد عشتم حقبةً فظيعةً ملأى بالشدائد والمِحَن والاضطرابات، ولم تَخلُ صفحةٌ من صفحات حياتكم المباركة التي ناهزت قرنًا من الزمان من الجهاد والكفاح والأذى والتضييق والظلم والنفي، إلا أنكم قابلتم ذلك بعزمٍ وشجاعةٍ وتجرُّدٍ وإخلاصٍ وإيمانٍ أقوى من الفولاذ، وجسَّدتم أنموذجًا يُحتذى في فهم الإسلام واستيعاب قيم الإنسانية، وتركتُم أبلغ الأثر لمن بعدَكم، لا سيما مؤلَّفاتكم البديعة رسائل النور، وإننا من هذا المنطلق نؤكد لكم -نحن الملايين من طلاب النور- سيرَنا على نهجكم المبارك، ونعبر لكم عن عميق التقدير والعرفان.