906

وإذا كان طلب المقابل المادي والمنفعة الشخصية أمورًا معتبرةً في أيَّةِ حركةٍ أو نشاطٍ، فإنه أمرٌ لا يتناسب مع المكانة التي تَبوَّأها هذا الشعب المسلم عبر تاريخه، فنحن لا نعمل لغايةٍ سوى مرضاة الله تعالى، وإن كان لنا من أجرةٍ نأخذها في مقابل عملنا هذا فليست سوى السرور والفرح في حياتنا الأبدية، لما وُفِّقنا إليه من خدمة إخواننا وأبناء وطننا وأبناء العالَم الإسلامي وبني الإنسان عامةً.

أيُّ تفسيرٍ هي رسائل النور؟

تفاسير القرآن الكريم نوعان: أحدهما يُعنى ببيانِ آياته وألفاظه وشرحِ معانيها، وهذا هو النوع الشائع المعروف، أما النوع الآخر فيُعنى ببيانِ حقائقه الإيمانيَّة والبرهنة عليها بالحجج القاطعة، وهو نوعٌ بالغ الأهمية، غير أنه قد يَرِدُ شيءٌ منه عَرَضًا في كتب التفسير فلا يَستقِلُّ به كتابٌ بعينه، لكنَّ رسائل النور توجَّهت إلى هذا النوع من التفسير بشكلٍ مباشر، فأولَتْه اهتمامَها وجعلتْه أساسَ عملها، فجاءتْ تفسيرًا معنويًّا فريدًا يُسكِت أعتى الفلاسفة.

إن رسائل النور موسوعةٌ مصغرةٌ تُعنى بالكتاب الذي يسترشد به الملايين في كل عصر، ألا وهو القرآن الكريم، فتُبيِّن حقائقَه بشكلٍ موضوعيٍّ منطقيٍّ بعيدًا عن الرأي الشخصي، وتُقدِّمُها لنفع الإنسانية جمعاء.. إنها تفسيرٌ مُشرِقٌ لآيات القرآن، وهي مبرهَنةٌ من أولها إلى آخرها بحقائق الإيمان والتوحيد.. صِيغت بحيث تنتفع منها كل طبقةٍ من طبقات الناس، وزُوِّدت بمعارف العصر لتُبدِّد شبهاتِ كلِّ ذي شبهة، وهي تخاطب الناسَ من أدنى العوام إلى أخصِّ الخواص، وتقيم الحجة وتُلزِمها حتى لأعتى المعاندين.

وهي موسوعةٌ مصغَّرةٌ منوَّرة.. تحتوي على مئةٍ وثلاثين مؤلَّفًا ما بين رسالةٍ صغيرةٍ وكبيرة.. تلبي حاجة أبناء هذا الزمان.. وتُطَمئِن العقل والقلب.. وتُفسِّر القرآن الكريم في هذا العصر تفسيرَ معانٍ لا تفسير ألفاظ.. وتُجيب على ما يخطر بالأذهان من مسائل واستشكالات.. وتُبيِّن مراتب الإيمان وحقائق الوحدانية والنبوة.. وتَعرِض لقضايا عميقةٍ شتى كالغيب والشهادة، والروح والملائكة، وحقيقة الزمان، والآخرة والحشر، ووجود الجنة والنار، وماهية الموت، وأصول السعادة الأبدية والشقاء الأبدي، وتُثبِتها بالأدلة العقلية والبراهين المنطقية القاطعة.

***

ولا بد من التنويه إلى أن الأرباح التي تحصَّلت من طبع كميةٍ محدودةٍ من الرسائل مخصصةٌ لطبع ما تبقَّى منها، إذْ لم تُطبَع لغرضٍ تجاريٍّ أصلًا، بل لم تُسَوَّق للباعة؛ والأمر الآخر الذي ينبغي التنبيه له في هذا المقام هو ضرورةُ أن تَصِل رسائل النور إلى أيدي مَن يُقدِّرون قيمتها، وأن ثمنها الحقيقي هو أن ينتفع بالرسالة الواحدة خمسٌ وعشرون شخصًا على الأقل.

هذا التفسير المعنوي يتألف من أربعة أقسامٍ رئيسيةٍ هي: «الكلمات»، «المكتوبات»، «اللمعات»، «الشعاعات»، وهي بمجموعها مئةٌ وثلاثون رسالة.

العاملون في نشر الرسائل

***