890

لتلقي الدروس، وإنما يرون أن كلَّ مكانٍ هو بمثابة مدرسةٍ نورية، وبمجردِ تَوفُّر رسائل النور تغدو كل رسالةٍ منها بمثابة «سعيدٍ نُورْسِيٍّ» يعلِّمهم.

ثم إنهم يجتهدون ما استطاعوا في نسخ الرسائل حسبةً لوجه الله دون مقابل، ويقدمونها لمن يحتاجها دون مقابلٍ كذلك، وذلك بُغيةَ أن يقرأها أو تُقرأ عليه، وبذلك يغدو البلد بأجمعه مدرسةً كبرى.

أما الإخوان المسلمون فيذهبون إلى مراكزهم العامة للقاء مرشدهم وقياداتهم وأخذ الدروس والتوجيهات منهم، كما يلتقون في الفروع والشُّعَب بالشخصيات المهمة التي تقوم مقام المرشد ونوابِه، ويتلقون منهم الدروس والتوجيهات.

ومن جهةٍ أخرى يشترون المنشورات والمجلات الصادرة عن مركز الجماعة ويتخذونها مصدرًا لمعلوماتهم.

الفرق الثالث: أن طلاب النور يتلقون علومهم ودروسهم بمذاكرة رسائل النور وتبادل المراسلات العلمية فيما بينهم، وهم في هذا أشبه بطلاب جامعةٍ أو معهدٍ عال، فتصبح المدينة أو المحافظة الواحدة بمثابة مدرسةٍ كبرى يتلقَّون فيها دروس العلم رغم تباعد الأمكنة من غير أن يتلاقَوا أو يتعارفوا.

أما الإخوان المسلمون فتسمح لهم أوضاع بلادهم بإصدار الكتب والمجلات، ونشرها في أقطار الأرض، وبذلك يتاح لهم التعارف والتواصل فيما بينهم على أوسع نطاق.

الفرق الرابع: ينتشر طلاب النور بكثرةٍ في معظم البلاد الإسلامية هذه الأيام، ومع أن لكل بلدٍ من هذه البلاد أنظمتها وسياساتها الخاصة بها، إلا أنهم ليسوا مضطرين للحصول على إذنٍ من حكومات هذه البلاد للقيام باجتماعاتهم ونشاطاتهم، إذْ لا وجود للسياسة أو الحزبية في مسلكهم.