مقتطفاتٌ من مقالةٍ بعنوان:

الصحوة البنّاءة في العالَم الإسلامي

نُشِرَت في مجلة «صوت الطلبة» بتاريخ 30 نيسان/أبريل 1958م

في كلِّ بقعةٍ من بقاع العالَم الإسلامي اليوم ثمةَ قصةُ نضالٍ شريفٍ يستحق المدح والإشادة، ألا وهو النضال لاستعادة حاكمية الإسلام.

…….

وتركيا أيضًا هي الأخرى لها قصة نضالها الطويل التي كان من ثمراتها تخفيف الحكومة قبضتَها على الحريات الدينية.

كتب الشاعر «محمد عاكف» ديوانه المسمَّى «صفحات»، وشَنَّ فيه هجومًا لاذعًا على القومية العنصرية، وبثَّ في الناس مشاعر انتماءٍ حقيقيةً حية؛ وناضل الأستاذُ سعيد النُّورْسِيّ في سبيل الإسلام دون كللٍ ولا ملل، فوُجِّهَت إليه تهمة معاداة «أتاتورك» التي تُعَدُّ أكبر جريمةٍ في تركيا، وشُنِّت بحقِّه حملةُ تشويهٍ ممنهجة، وذاق صنوفًا من الظلم والأذى، فلم يَحِد عن دربه، بل زاد ذلك من إقبال الناس عليه والتفافهم حوله؛ وزُجَّ بهذا العالِم ذي المئة والثلاثين مؤلَّفًا في السجون، وقضى فيها سنوات شيخوخته يذوق الأذى ويتعرض للتسميم مرةً بعد أخرى، لكن ذلك لم يمنعه -وقد جاوز الثمانين- من العمل لخدمة الإسلام وسعادة المسلمين.

***