ﺑِﺎﺳْﻤِﻪِ ﺳُﺒﺤَﺎﻧَﻪُ

 ﻭَﺍِﻥْ ﻣِﻦْ ﺷَﻲﺀٍ ﺍِلا ﻳُﺴَﺒِّﺢُ ﺑِﺤَﻤْﺪِﻩِ

    ﺳـلاﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ لاﺳﻴﻤﺎ…. ﺇﻟﺦ.

ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺍلأﻋﺰﺍﺀ!

ﺃﻧﺎ ﺍلآﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ، ﻋﻠﻰ ﺫﺭﻭﺓ ﺷﺠﺮﺓ ﺻﻨﻮﺑﺮ ﺿﺨﻤﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻣﻨﺘﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﻢ ﺟﺒﻞ «ﭼﺎﻡ». ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻮﺣﺸﺖُ ﻣﻦ ﺍلإﻧﺲ ﻭﺍﺳﺘﺄﻧﺴﺖ ﺑﺎﻟﻮﺣﻮﺵ.. ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃَﺭﻏَﺐُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺗﺼﻮﺭﻛﻢ ﺑﻘﺮﺑﻲ ﺧﻴﺎلا، ﻭﺃﺟﺎﺫﺑﻜﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺃﺟﺪ ﺍﻟﺴﻠﻮﺍﻥ ﺑﻜﻢ. ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﻇﻞ ﻫﻨﺎ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻣﺪﺓ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺷﻬﺮﻳﻦ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ. ﻭﺇﻥ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ «ﺑﺎﺭلا» ﻧﺘﺤﺮﻯ ﻣﻌﺎً ﺣﺴﺐ ﺭﻏﺒﺘﻜﻢ ﻋﻦ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻤﺠﺎﻟﺴﺔ ﻭﻣﺤﺎﻭﺭﺓ ﺑﻴﻨﻨﺎ. ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﻘﺖُ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻜﻢ.

ﻭﺍلآﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺑﺎﻟﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﻮﺍﻃﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﻨﻮﺑﺮ ﻫﺬﻩ:

ﺃﻭلاﻫﺎ: ﺧﺎﻃﺮﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭﻱ، ﻭﻟﻜﻦ لا ﻳُﻜﺘﻢ ﻋﻨﻜﻢ ﺍﻟﺴﺮ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥَّ ﻗﺴﻤﺎً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺤﻈﻮﻥ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ «ﺍﻟﻮﺩﻭﺩ» ﻣﻦ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻭﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﺧـلاﻝ ﻧﻮﺍﻓﺬ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﺑﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﺬﻟﻚ ﺍلاﺳﻢ. ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧﻮﻛﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ لا ﻳُﻌﺪّ ﺷﻴﺌﺎً ﻳُﺬﻛﺮ، ﻭﻫﻮ لا ﺷﻲﺀ، ﻗﺪ ﻭُﻫﺐَ ﻟﻪ ﻭﺿﻊٌ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ «ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ» ﻭﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ «ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ» ﻣﻦ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺨﺪَﻣﺎً ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺩﻳﺎً ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﺘﻲ لا ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒُﻬﺎ. ﻓﺠﻤﻴﻊ «ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ» ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺟﻠﻮﺍﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻈﻮﺓ. ﻧﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺋﻠﺔ ﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﴿ﻭﻣَﻦ ﻳﺆﺕَ ﺍﻟﺤِﻜﻤﺔَ ﻓﻘﺪ ﺍُﻭﺗﻲَ ﺧﻴﺮﺍً ﻛﺜﻴﺮﺍً﴾ (ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: 269).

ﺛﺎﻧﻴﺘﻬﺎ: ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﺎﻟﺒﺎﻝ، ﻭﻫﻲ: ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻳﺔ:

    «ﺩَﺭْ ﻃَﺮِﻳﻖِ ﻧَﻘﺸِﺒَﻨْﺪِﻯ ﻟَﺎﺯﻡ ﺁﻣَﺪْ ﭼَﺎﺭِ ﺗَﺮﻙ:

   ﺗَﺮﻙِ ﺩُﻧﻴَﺎ، ﺗَﺮﻙِ ﻋُﻘﺒَﻰ، ﺗَﺮﻙِ ﻫَﺴﺘِﻰ، ﺗَﺮﻙِ ﺗَﺮﻙ».

 (حاشية) ﺃﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺸﺒﻨﺪﻳﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺮﻙ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻣﻮﺭ: ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻘﺒﻰ، ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﺗﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻧﻤﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻙ. المترجم

ﻭﻭﺭﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍلآﺗﻴﺔ ﻋﻘﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﻫﻲ:

  «ﺩَﺭْ ﻃَﺮﻳﻖِ ﻋَﺠﺰِ ﻣَﻨْﺪِﻯ ﻟَﺎﺯﻡ ﺁﻣﺪْ ﭼَﺎﺭِ ﭼِﻴﺰ

   ﻓَﻘﺮِ ﻣُﻄﻠَﻖ ﻋَﺠﺰِ ﻣُﻄﻠَﻖ ﺷُﻜﺮِ ﻣُﻄﻠَﻖ ﺷَﻮﻕِ ﻣُﻄﻠَﻖْ ﺃَﻱْ ﻋَﺰِﻳﺰ».

 (حاشية) ﺃﻱ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍلأﺥ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻭﻫﻲ: ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ.المترجم

ﺛﻢ ﺧﻄﺮ ﺑﺎﻟﺒﺎﻝ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘَـﻪ ﺃﻧﺖ: «ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﻠﻮﻧﺔ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻮﻥ… ﺇﻟﺦ» ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺰﺍﻫﻲ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻮﺻﻒ.

ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﺪﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻘﻒ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻣﻦ ﺧـلاﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﺮ. ﻭﻗﻠﺖ: ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻋﺮﺍً، ﻓﺄﺗﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺮ. ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻨﻲ لا ﺃﻣﻠﻚ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻨﻈﻢ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﺷﺮﻋﺖ ﺑﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﻧﻈﻤﻪ ﺷﻌﺮﺍً ﻓﻜﺘﺒﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ. ﻓﺈﻥ ﺷﺌﺖ ﺣﻮّﻟﻪ ﻧﻈﻤﺎً ﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﺭﺛﻲ.

ﻭﺍﻟﺨﺎﻃﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﺩﻓﻌﺔ ﻫﻲ:

   ﻭﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺃﻳﻀﺎً، ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻮ ﺧﻄﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ.

   ﻟـﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﻗﺮّﺭﻩ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻴّﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.

   ﺇﻧَّﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺗﻬﺘﻒ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻣﻌﺎً ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ:

   ﻧﺤﻦ ﺑﺮﺍﻫﻴﻦ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺠـلاﻝ

   ﻧﺤﻦ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ.

   ﻧــﺘﻔﺮﺝ ﻛﺎﻟﻤـلاﺋﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤّﻠﺖ ﻭﺟﻪ ﺍلأﺭﺽ.

   ﻓﻨﺤﻦ ﺃﻟﻮﻑُ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺻﺮﺓ ﺗﻄﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍلأﺭﺽ ﻭﺗﺮﻧﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ.

 (حاشية) ﺃﻱ ﺃﻥ ﻭﺟﻪ ﺍلأﺭﺽ ﻣﺸﺘﻞ ﺃﺯﺍﻫﻴﺮ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺰﺭﻋﺘﻬﺎ، ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ لا ﻳﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ. ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺘﻔﺮﺝ ﻣـلاﺋﻜﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺗﺸﺎﻫﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺗﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﻴﻮﻥ ﺍلأﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺻﺮﺓ. ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﻛﺎﻟﻤـلاﺋﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻸ  ﻭﺟﻪ ﺍلأﺭﺽ، ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻳﻀﺎً، ﻓﺘﺸﺎﻫﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ. ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍلأﺭﺽ ﺗﻠﻘﻰ ﺍلأﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺇﺷﺮﺍﻓﺎً ﻋﻠﻰ ﺫﻳﻨﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻤﻴﻦ ﻣﻌﺎً.

   ﻧﺤﻦ ﺃﻟﻮﻑ ﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﻘﺔ، ﻋﻠّﻘﺘﻨﺎ ﻳﺪُ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺫﻱ ﺍﻟﺠـلاﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﻄﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻏﺼﺎﻥ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺘﺒﺎﻧﺔ. 

   ﻓﻨﺤﻦ لأﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻣﺴﺎﺟﺪُ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭﻣﺴﺎﻛﻦُ ﺩﻭّﺍﺭﺓ ﻭﺃَﻭﻛﺎﺭ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺼﺎﺑﻴﺢُ ﻧﻮّﺍﺭﺓ ﻭﺳﻔﺎﺋﻦُ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻭﻃﺎﺋﺮﺍﺕٌ ﻫﺎﺋﻠﺔ!  

   ﻧﺤﻦ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻗﺪﺭﺓ ﻗﺪﻳﺮ ﺫﻱ ﻛﻤﺎﻝ ﻭﺧﻮﺍﺭﻕ ﺻﻨﻌﺔ ﺣﻜﻴﻢ ﺫﻱ ﺟـلاﻝ. ﻭﻧﻮﺍﺩﺭ ﺣﻜﻤﺔ ﻭﺩﻭﺍﻫﻲ ﺧﻠﻘﺔ ﻭﻋﻮﺍﻟﻢ ﻧﻮﺭ. 

   ﻫﻜﺬﺍ ﻧﺒﻴّﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﺑﺮﻫﺎﻥٍ ﻭﺑﺮﻫﺎﻥ، ﺑﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ ﻟﺴﺎﻥٍ ﻭﻟﺴﺎﻥ، ﻭﻧُﺴﻤﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣَﻦ ﻫﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺣﻘﺎً.

   ﻋَﻤﻴَﺖْ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ لا ﻳﺮﻯ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﺍﻟﻨﻴّﺮﺓ، ﻭلا ﻳﺴﻤﻊ ﺃﻗﻮﺍﻟﻨﺎ ﺍﻟﺒﻴّﻨﺔ.. ﻓﻨﺤﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻖ.

   ﺳﻜّﺘُﻨﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻃُﺮّﺗُﻨﺎ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻣﺴﺒّﺤﺎﺕٌ ﻧﺤﻦ ﻋﺎﺑﺪﺍﺕٌ ﻟﺮﺑﻨﺎ، ﻣﺴﺨّﺮﺍﺕٌ ﺗﺤﺖ ﺃﻣﺮﻩ.

   ﻧﺬﻛﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺠﺬﻭﺑﺎﺕ ﺑﺤﺒّﻪ، ﻣﻨﺴﻮﺑﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻘﺔ ﺫﻛﺮ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺘﺒﺎﻧﺔ.

 ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ

 ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭﺳﻲ