فقرةٌ من رسالةٍ لطلاب النور الذين شاهدوا الحادثة المناوئة للشيوعية باسطنبول

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء..

شوهد البارحة في اسطنبول فتحٌ معنويٌّ من فتوحاتِ النور بمنتهى العَظَمَة والروعة ولله الحمد والمِنَّة؛ فلقد هوجم مقرُّ منظمةٍ تعمل لتمكين الكفر المطلق في العالَم عامةً وفي العالَم الإسلامي خاصةً، وبُعثِرتْ محتوياتُ مكتبةٍ ومطبعةِ صحيفةٍ تنشران أفكارها وتروِّجان أعمالَها، وتَجَمْهَرَ الشباب والطلاب الذين ظنت تلك المنظمة أنها قد جعلتهم شيوعيين ملحِدين، وتظاهروا ضدها، وهتفوا بأعلى صوتهم: تسقط الشيوعية.

لقد تكبدت هذه المنظمة خسارةً مادية تقدَّر بآلاف الليرات، أما خسارتها المعنوية فتقدَّر بالملايين.

فلا يَحزُنْكم عدمُ توفر الإمكانات المادية الآن، فإن فتوحات النور تنتشر على نطاقٍ واسع، وتحظى بتوفيقٍ شامل، وهذا من فضل ربي.

***

باسمه سبحانه

إخواني الأعزاء الأوفياء..

إن مكائدهم التي دبَّروها ضدي منذ شهورٍ قد انكشفت، وخفَّف الله بحفظه وطأةَ تلك المصيبة عليَّ من عشرين إلى واحد؛ لقد كنت أذهب إلى المسجد في أوقات الفراغ، وكان الطلاب قد صنعوا لي خُصًّا [الخُصّ: غرفةٌ صغيرةٌ من الخشب أو القصب؛ هـ ت] دون أن يُخبِروني، وجعلوه في زاويةٍ من المسجد ليَقِيَني شدةَ البرد، غير أني اتخذت قرارًا قبل أربعةِ أو خمسةٍ أيامٍ بعدم الذهاب إلى المسجد مرةً أخرى، وقد أُزيل الخُصُّ بسبب تدخُّل ذلك الضابط المعروف، وأُبلِغتُ رسميًّا بمنعي من الذهاب إلى المسجد ثانيةً؛ غير أنهم جعلوا من الحبة قبةً وأثاروا زوبعة.

لا تقلقوا فليس للأمر أيُّة أهمية، أرى في تقديري أنهم يطعنون فيَّ متعلِّلين بمثل هذه الذرائع بغيةَ أن يضعوا حدًّا لإقبال الناس من كلِّ جهة، وهو إقبالٌ يفوق حدي كثيرًا.

إنهم ينظرون إليَّ بالصورة التي كنتُ عليها في سالف عهدي، ويظنون أني لن أتحمل ما يجري، والحال أنه حتى لو نزل بي في كلِّ يومٍ ألفُ تجريحٍ وإيذاءٍ -على ألَّا يصيب رسائلَ النور وانتشارَها أيُّ خلل- لشكرتُ الله تعالى؛ فأنا لا أُولي الأمر أيَّة أهمية، وكذلك هي حال الطلاب هنا فإنهم لم يتزعزعوا؛ وهذه الحادثة التي كنا نتوقعها منذ زمنٍ بعيد قد مرَّتْ خفيفةً بفضل العناية الإلهية.

أُسلِّم على جميع إخواني وأدعو لهم فردًا فردًا.

سعيد النُّورْسِيّ

***