من هو بديع الزمان؟

إنه رجلٌ يسعى جاهدًا لتأمين سلامة حياتنا الاجتماعية المحفوفة بالمخاطر والمهالك، ويرعاها معنويًّا بنور الإيمان وضياء الإرشاد، ويضرب المثلَ العمليَّ الذي يبين للناس كيف يجعلُ العلمُ المرءَ سيدَ نفسه، وكيف يجعله الجهلُ كائنًا ينقاد انقيادًا أعمى.

لقد أثبت هذا الرجل حقيقةً قطعيَّةً جلَّاها للناس رأيَ العين، مفادها أن العلوم الحديثة لا يمكن إلا أن تسير جنبًا إلى جنب مع القيم الأخلاقية والروح الوطنية، وأن الشباب الذي نُشِّئَ على غير هذا الأساس يعيش خَواءً وجَدْبًا روحيًّا كأن روحه صحراء مُقفِرة، وأن مثل هذا الشباب سيكون في المستقبل خطرًا ماحقًا يُلبِّد أفقَ الوطن بالسواد.

إن بديع الزمان عالِمٌ وجد أن الفرق الهائل بين الشرق والغرب إنما يعود لمفهوم الشخصية، وشاهد كيف مُسِخَت شخصية مقلِّدي الغرب في هذا الزمان حتى صاروا كالقردة، فغَرَس في القلوب نموذجًا أَمثلَ للشخصية الربانية الرفيعة المستقلة.

وبديعُ الزمان أيضًا عالِمٌ جليلٌ، نَقَشَ في القلوب والعقول كيف يُبنى البلدُ المؤمنُ الحرُّ بسواعد أهله الأحرار.. وإن أبناء هذا البلد المعطاء لبِأمسِّ الحاجة إلى رجلٍ يحطِّم ما في داخله من أوثان المصلحة الشخصية كما فعل بديع الزمان.

ضياء نور

من طلاب كلية الحقوق

***