فقراتٌ من دفاعِ بديع الزمان سعيد النُّورْسِيّ

في محكمة «دَنِزْلي»

نعم، نحن تنظيم.. وإنه لَتنظيمٌ عظيمٌ فريدٌ له في كلِّ قرنٍ ثلاثمئةٍ وخمسون مليون فردٍ ينضوون تحت لوائه، ويُعلنون بصلواتهم الخمس كلَّ يومٍ عن ارتباطهم به وخدمتهم له مع كمال الاحترام لمبادئه، ويسارعون لمساعدة بعضهم بعضًا بالأدعية والمكاسب المعنوية عملًا بالبرنامج القدسي: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحُجُرات:10].

فنحن من أفراد هذا التنظيم القدسي العظيم، ووظيفتُنا الخاصةُ فيه أن نبلِّغ أهلَ الإيمان حقائقَ القرآن الإيمانيةَ بصورةٍ تحقيقية، فننقذَهم وننقذَ أنفسَنا من الإعدام الأبدي، ومن السجن البرزخي المؤبَّد الانفرادي؛ وليس لنا أيَّةُ علاقةٍ أو صلةٍ مع التنظيمات السريَّة الباطلة التي تتهموننا بها، ولا بغيرها من الجمعيات والمنظَّمات السياسية الدنيوية التي تحيك المؤامرات والمكائد، بل لا نتنزَّل لهذا أصلًا.

…….

ولو كانت لنا رغبةٌ في التدخُّل في أمور الدُّنيا، لكان لهذا وَقْعٌ كهدير المدافع لا كطنين الذُّباب؛ وإن مَن يقصِد إلى رجلٍ دافع عن نفسِه دفاعًا شديدًا لاذعًا في المحكمة العسكرية، وواجه حِدَّةَ مصطفى كمال في مكتبه الرئاسي مواجهةً حادةً، فيتهمُه بأنه يدير مؤامراتٍ ومكائدَ منذ ثماني عشرة سنة دون أن يُشعِرَ أحدًا، لا بد أن يكون حاقدًا مُغرِضًا.. ألا إنه ما ينبغي أن تُهاجَم رسائل النور لخطأٍ صَدَرَ مني أو من بعضِ إخواني، فإنها مرتبطةٌ بالقرآن مباشرةً، والقرآن مرتبطٌ بالعرش الأعظم، فمَن له أن يمدَّ يده إلى تلك العروة الوثقى فيفصِمَها؟!