ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺧﻤﺴﺔِ ﺃﻏﺼﺎﻥ.

لاﺣﻆ ﺑﺈﻣﻌﺎﻥ ﺍﻟﻐﺼﻦَ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﺳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻐﺼﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﺻﻌﺪ ﻟﺘﻘﻄﻒ ﺛﻤﺎﺭَﻩ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ (ﻃﻪ:٨)

    ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻏﺼﺎﻥٍ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ:

   ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺍلأﻭﻝ

ﺇﻥّ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦَ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔً ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ، ﻭﺃﻭﺻﺎﻓﺎ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔً ﺿﻤﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺭﻋﺎﻳﺎﻩ، ﻭﺃﺳﻤﺎﺀً ﻭﻋـلاﻣﺎﺕٍ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺳﻠﻄﻨﺘﻪ. ﻓﻤﺜـلا: ﻟﻪ ﺍﺳﻢ «ﺍﻟﺤﺎﻛﻢِ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ» ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﻭﻋﻨﻮﺍﻥُ «ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ» ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻪ ﺍﺳﻢ «ﺍﻟﻘﺎﺋﺪِ ﺍﻟﻌﺎﻡ» ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻋﻨﻮﺍﻥُ «ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ» ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ.. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ.. ﻓﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻣﻘﺎﻡ ﻭﻛﺮﺳﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﺮﺵٍ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﻟﻪ؛ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥُ ﺍﻟﻔﺮﺩُ ﻣﺎﻟﻜﺎ لأﻟﻒِ ﺍﺳﻢ ﻭﺍﺳﻢ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ؛ ﺃﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥَ ﻟﻪ ﺃﻟﻒُ ﻋﺮﺵ ﻭﻋﺮﺵ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﻭﺵ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻞِ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ، ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢُ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﺣﺎﺿﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺩﻭﻟﺘﻪ.. ﻭﻳﻌﻠﻢُ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ، ﻭﻫﺎﺗﻔِﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ. ﻭﻳُﺸﺎﻫﺪُ ﻭﻳَﺸْﻬَﺪُ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺑﻘﺎﻧﻮﻧِﻪ ﻭﻧﻈﺎﻣِﻪ ﻭﺑﻤﻤﺜﻠﻴﻪ.. ﻭﻳﺮﺍﻗﺐُ ﻭﻳﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻛﻞَّ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺑﺤﻜﻤﺘﻪ ﻭﺑﻌﻠﻤِﻪ ﻭﺑﻘﻮﺗﻪ.. ﻓﻠﻜﻞِّ ﺩﺍﺋﺮﺓٍ ﻣﺮﻛﺰ ﻳﺨﺼُّﻬﺎ ﻭﻣﻮﻗﻊ ﺧﺎﺹ ﺑﻬﺎ، ﺃﺣﻜﺎﻣُﻪ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻃﺒﻘﺎﺗُﻪ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺓ.

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥّ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ -ﻭﻫﻮ ﺳﻠﻄﺎﻥُ ﺍلأﺯﻝ ﻭﺍلأﺑﺪ- ﻟﻪ ﺿﻤﻦ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ ﺷﺆﻭﻥٌ ﻭﻋﻨﺎﻭﻳﻦُ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻟﻜﻦ ﻳﺘﻨﺎﻇﺮ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ.. ﻭﻟﻪ ﺿﻤﻦ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻪ ﻋـلاﻣﺎﺕ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺓ، ﻟﻜﻦ ﻳُﺸﺎﻫَﺪ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾٍ.. ﻭﻟﻪ ﺿﻤﻦ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﻭﺟﻠﻮﺍﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، ﻟﻜﻦ ﻳُﺸﺎﺑﻪ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ.. ﻭﻟﻪ ﺿﻤﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻗﺪﺭﺗِﻪ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦُ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻟﻜﻦ ﻳُﺸﻌِﺮ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ.. ﻭﻟﻪ ﺿﻤﻦ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﻘﺪﺳﺔ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ، ﻟﻜﻦ ﻳُﻈﻬِﺮ ﺑﻌﻀُﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ.. ﻭﻟﻪ ﺿﻤﻦ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، ﻟﻜﻦ ﺗﻜﻤِّﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓُ ﺍلأﺧﺮﻯ.. ﻭﻟﻪ ﺿﻤﻦ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻭﻣﺼﻨﻮﻋﺎﺗﻪ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔٌ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻜﻦ ﺗﻠﺤَﻆُ ﺇﺣﺪﺍﻫﺎ ﺍلأﺧﺮﻯ.

ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﺳﻢٍ ﻣﻦ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﻋﺎﻟَﻢٍ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﺋﻔﻪ. ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍلاﺳﻢُ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻣﻬﻴﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ، ﻭﺑﻘﻴﺔُ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻪ ﻫﻨﺎﻙ، ﺑﻞ ﻣﻨﺪﺭﺟﺔ ﻓﻴﻪ. ﺛﻢ ﺇﻥّ ﺫﻟﻚ ﺍلاﺳﻢ ﻟﻪ ﺗﺠﻞٍ ﺧﺎﺹ ﻭﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ، ﺻﻐﻴﺮﺓً ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﻋﺎﻣﺔ. ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍلاﺳﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻴﻄﺎ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻋﺎﻣﺎ، ﺇلا ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻮﺟّﻪ ﺑﻘﺼﺪٍ ﻭﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀٍ ﻣﺎ، ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺍلاﺳﻢَ ﻣﺘﻮﺟﻪ ﻓﻘﻂ ﻭﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﻭﻛﺄﻧّﻪ ﺧﺎﺹ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻲﺀ.

ﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺃﻟﻒَ ﺣﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤُﺠﺐ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ. ﻭﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﺲ ﺫﻟﻚ  -ﻣﺜـلا- ﻣﻦ ﺍﻟﺤُﺠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀً ﻣﻦ ﺗﺠﻠﻲ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻚ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ، ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺍلأﻋﻈﻢ. ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻚ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺒﻠﻎ ﻧﻬﺎﻳﺔَ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﺗﺪﺧُﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﻴﺔ، ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗَﺪﻉ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﺭﺍﺀﻙ، ﻭﻋﻨﺪﺋﺬٍ ﺗﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ.

ﻭﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺬِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤُﺠﺐ، ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻇﺮِ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻛﺲِ ﻓﻲ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜّـلاﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺎﺯﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻧﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺎﺕ، ﻟَﺰﻡ ﺍﻟﺒَﺘَّﺔ ﻟﻤَﻦ ﻋﺮﻓَﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻤﺎ ﻣﺮّ ﻣﻦ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺃلا ﻳﻨﻜﺮ ﺳﺎﺋﺮ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ، ﺑﻞ ﻳﻔﻬﻢ ﺑﺪﺍﻫﺔ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﻫﻮ. ﻭﺇلا ﻳﺘﻀﺮﺭ ﺇﻥ ﻇﻞ ﻣﺤﺠﻮﺑﺎ ﻋﻦ ﺗﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍلأﺧﺮﻯ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺗﺠﻠﻲ ﺍﺳﻢٍ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ.

ﻓﻤﺜـلا: ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺃﺛﺮَ ﺍﺳﻢِ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮَ ﺃﺛﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ، ﻳﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﺿـلاﻟﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻟﺬﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻮﻝ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻮﻟَﻪ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻫﻮ، ﻭﻳﺸﺎﻫﺪ ﺗﺠﻠّﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ. ﻭﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﺃﺫﻧُﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ﻭﻳﻨﺼﺖ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺩﺩ ﻟﺴﺎﻧُﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ: لا ﺇﻟﻪ ﺇلا ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﻌﻠﻦ «لآ ﺇﻟَﻪ ﺇلا ﻫُﻮ ﺑَﺮَﺍﺑَﺮْ ﻣﻴﺰَﻧَﺪْ ﻋَﺎﻟَﻢْ».

ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍلآﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ (ﻃﻪ:٨) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ.

ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻋﻦ ﻗُﺮﺏ، ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺮٍ ﻫﺎﺋﺞ، ﻭﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽٍ ﻣﻬﺘﺰّﺓ ﺑﺎﻟﺰلاﺯﻝ، ﻭﺃﺳﺄﻟﻬﻤﺎ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮلاﻥ؟ ﺳﺘﺴﻤﻊ ﺣﺘﻤﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﻨﺎﺩﻳﺎﻥ: ﻳﺎ ﺟﻠﻴﻞ.. ﻳﺎ ﺟﻠﻴﻞ.. ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰ.. ﻳﺎ ﺟﺒﺎﺭ… ﺛﻢ ﺍﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺥ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺭﺽ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺮﺑّﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻭﺃﺳﺄﻟﻬﺎ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ؟ لاﺑﺪ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﺘﺮﻧﻢ: ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻞ.. ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻞ.. ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.. ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ. (حاشية) ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻨﻲ لاﺣﻈﺖ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﻭﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻭﻟﻌﺒﺖ، ﻧﺎﻣﺖ. ﻓﻮﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻨﻲ ﺳﺆﺍﻝ: ﻟِﻢَ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﻴﻬﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺮﺳﺔ، ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻃﻴﺒﺔ؟ ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﺿﻄﺠﻌﺖُ لأﻧﺎﻡ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﺟﺎﺀﺕ ﻭﺍﺳﺘﻨﺪﺕْ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺪﺗﻲ ﻭﻗﺮّﺑﺖ ﻓﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻧﻲ، ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﺍ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﺑﺎﺳﻢ: «ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.. ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.. ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ» ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺭﺩّﺕ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺍلاﻋﺘﺮﺍﺽ ﻭﺍلإﻫﺎﻧﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﻃﺎﺋﻔﺘﻬﺎ. ﻓﻮﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﻠﻲ: ﺗُﺮﻯ ﻫﻞ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬِﻛﺮ ﺧﺎﺹ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﺔ ﻓﻘﻂ ﺃﻡ ﺑﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﻋﺎﻣﺔ؟ ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﺫﻛﺮِﻫﺎ، ﻫﻞ ﻫﻮ ﺧﺎﺹ ﺑﻲ ﻭﻣﻨﺤﺼﺮ ﻟﻤﻌﺘﺮﺽ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ﻣﺜﻠﻲ، ﺃﻡ ﺃﻥّ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍلاﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ، ﻟﻮ ﺃﻋﺎﺭ ﺳﻤﻌﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ؟ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﺪﺃﺕُ ﺃﻧﺼﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﻂ ﺍلأﺧﺮﻯ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﺮﺭ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻧﻔﺴَﻪ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﻣﺜﻞ ﺍلأﻭﻟﻰ. ﺇﺫ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﺮﻳﺮﻫﺎ لا ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺛﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ: ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.. ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.. ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﻳﺮ، ﺛﻢ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻫﺮﻳﺮُﻫﺎ ﻛﻠﻪ ﺇﻟﻰ «ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ» ﻧﻔﺴﻪ. ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﺍ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻓﺼﻴﺤﺎ ﺩﻭﻥ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻟﻠﺤﺮﻭﻑ ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺪ ﻓﻤﻬﺎ ﻭﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﺍ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﺑـ: «ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ».

 ﺫﻛﺮﺕُ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻧﻔﺴَﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺗﻮﺍ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻲ، ﻭﻫﻢ ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ ﺑﺪﺅﻭﺍ ﻳـلاﺣﻈﻮﻥ ﺍلأﻣﺮ. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﺴﻤﻊ ﺍﻟﺬِﻛﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﺪٍ ﻣﺎ، ﺛﻢ ﻭﺭﺩ ﺑﻘﻠﺒﻲ: ﻣﺎ ﻭﺟﻪُ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﻫﺬﺍ ﺍلاﺳﻢ: ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ؟ ﻭﻟِﻢَ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻘﻄﻂُ ﻫﺬﺍ ﺍلاﺳﻢ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻟﺴﺎﻥ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻭلا ﺗﺬﻛﺮﻩ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ. ﻓﻮﺭﺩ: ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻂ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﺭﻗﻴﻖ ﻟﻄﻴﻒ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻣﻊ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﻜﻨﻪ، ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻧﻪ ﺻﺪﻳﻘُﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺇﺫﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳُـلاﻃَﻒ ﻭﻳُﺴﺘﺄﻧﺲ ﺑﻪ ﻳﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍلأﺳﺒﺎﺏ، ﺑﺨـلاﻑ ﺍﻟﻜﻠﺐ، ﻭﻣُﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺭﺣﻤﺔَ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ، ﻓﻴﻮﻗﻆ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍلإﻧﺴﺎﻥَ ﺍﻟﺴﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ. ﻭﺑﻨﺪﺍﺀ «ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ» ﻳﻨﺒّﻪ ﻋَﺒَﺪﺓ ﺍلأﺳﺒﺎﺏ ﻗﺎﺋـلا: ﻣﻤﻦ ﻳَﺮِﺩُ ﺍﻟﻤﺪﺩ ﻭﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﻣﻤﻦ ﻳُﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ؟ ﺛﻢ ﺃﻧﺼﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﻴﻒ ﺗﻨﺎﺩﻱ: ﻳﺎ ﺟﻠﻴﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ! ﻭﺃﻋِﺮْ ﺳﻤﻌَﻚ ﺇﻟﻰ ﺍلأﺭﺽ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺩﺩ: ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﺠـلاﻝ. ﻭﺗﺼﻨّﺖ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺭﺣﻤﻦ ﻳﺎ ﺭﺯﺍﻕ. ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻓﺴﺘﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ: ﻳﺎ ﺣﻨﺎﻥ ﻳﺎ ﺭﺣﻤﻦ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﻟﻄﻴﻒ ﻳﺎ ﻋﻄﻮﻑ ﻳﺎ ﻣﺼﻮّﺭ ﻳﺎ ﻣﻨﻮّﺭ ﻳﺎ ﻣﺤﺴﻦ ﻳﺎ ﻣﺰﻳّﻦ.. ﻭﺃﻣﺜﺎﻟَﻬﺎ ﻣﻦ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ.

ﻭﺍﺳﺄﻝ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻫﻮ ﺣﻘﺎ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻛﻴﻒ ﻳﻘﺮﺃ ﺟﻤﻴﻊَ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ، ﻓﻬﻲ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻌَﻤْﺖَ ﺍﻟﻨﻈﺮَ ﺳﺘﻘﺮﺅﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻨﻔﺴﻚ. ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥَ ﻛﻠﻪ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔُ ﺍلأﻟﺤﺎﻥ ﻟﺬﻛﺮٍ ﻋﻈﻴﻢ. ﻓﺎﻣﺘﺰﺍﺝُ ﺃﺻﻐﺮ ﻧﻐﻤﺔٍ ﻭﺃﻭﻃﺌﻬﺎ ﻣﻊ ﺃﻋﻈﻢ ﻧﻐﻤﺔٍ ﻭﺃﻋـلاﻫﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻟﺤﻨﺎ ﻟﻄﻴﻔﺎ ﻣﻬﻴﺒﺎ.. ﻭﻗﺲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.. ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻈﻬﺮﺍ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺇلا ﺃﻥّ ﺗﻨﻮﻉَ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﺪٍ ﻣﺎ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﺍﺧﺘـلاﻑ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤـلاﺋﻜﺔ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﻧﺸﺄﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺷﺮﺍﺋﻊُ ﺍلأﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻃﺮﺍﺋﻖُ ﺍلأﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﺏُ ﺍلأﺻﻔﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ. ﻓﻤﺜـلا: ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻫﻮ ﺗﺠﻠﻲ ﺍﺳﻢ «ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ» ﻣﻊ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﺍلأﺧﺮﻯ، ﻭﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻦَ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻫﻮ ﺍﺳﻢ «ﺍﻟﻮﺩﻭﺩ»، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻮﺫَ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻫﻮ ﺍﺳﻢ «ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ».

ﻓﻠﻮ ﺃﻥ ﺭﺟـلا ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﺿﺎﺑﻄﺎ ﻭﻛﺎﺗﺐَ ﻋﺪﻝٍ ﻭﻣﻔﺘﺸﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴِﻪ، ﻓﺈﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﻋـلاﻗﺔً ﻭﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻭﻭﻇﻴﻔﺔً ﻭﻋﻤـلا، ﻭﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺟﺮﺓ ﻭﻣﺮﺗّﺐ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮﺍﺗﺐُ ﺭُﻗﻲٍّ، ﻓﻀـلا ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤُﺴّﺎﺩ ﻭﺍلأﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻘﻮﺍ ﻋﻤﻠَﻪ.. ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ -ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺄﻧُﻪ- ﻳَﻈﻬﺮ ﺃﻣﺎﻡَ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺑﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺪﺍ، ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺧـلاﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻌﻮﻥَ ﻭﺍﻟﻤﺪﺩ ﺑﺄﻟﺴﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻳﺮﺍﺟﻌﻪ ﺑﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺭ ﺷﺘﻰ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺧـلاﺻﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ. ﻛﺬﻟﻚ ﺍلإﻧﺴﺎﻥُ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻈﻲَ ﺑﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺃﻧﻴﻄﺖ ﺑﻪ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺍﺑﺘُﻠﻲ ﺑﺄﻋﺪﺍﺀ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ، ﻳﺬﻛﺮُ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺫﺗﻪ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺪﺍﺭ ﻓﺨﺮ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍلإﻧﺴﺎﻥُ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻣﺤﻤﺪ صلى الله عليه وسلم ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺄﻟﻒِ ﺍﺳﻢ ﻭﺍﺳﻢ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺠﻮﺷﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ.

ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎلاﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﺑﺜـلاﺛﺔ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ…﴾ ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ﺍلاﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺜـلاﺛﺔ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ.