الذيل الثاني

هذه مشاعر أخي في الآخرة «بكر آغا» لدى قراءته للـ«كلمات» وهو الذي صار سببا لإيقاظ أهالي إسبارطة وجلب أنظارهم إلى أسرار القرآن، وبهذه الخدمة قد أدّى أعمال علماء أجـلاء رغــم أنه أمّي.

[مفاتيح الأنوار]

حضرة أستاذي الفاضل!

أقبّل أياديكم الكريمة، بكل إجلال واحترام يا سيدي المحترم، وأدعو لكم في كل وقت وآن بما ينطلق به لساني من دعوات خالصة. كما أرجو دعواتكم لي.

سيدي! لا يخفى عليكم أنّ أخاكم وطالبَكم هذا جاهلٌ أمّي، إلّا أنه بفضل الله قد استقرأ جميع رسائلكم الفريدة من نوعها واستمع إليها.

فرسائلكم النورانية لا يمكن حجبها عن الأنظار كما لا يمكن أن يُحجبَ نور الشمس بشيء، فليس هناك احتمال لذلك.

ولقد راقبتُ قلبي وتحريت عن أحوال روحي لدى الاستماع إلى الرسائل، وبدأت أفتش عن مدى ما فهمته من الرسائل فوجدت فورانا عظيما ينبعث من روحي وجيشانا هائلا ينطلق من قلبي، حتى يسوقني إلى القيام بعمل للإيمان -بغير شعور مني- وكأنه يناديني قائلا وملحّا: هيا هيا!

فأثناء مراقبتي هذه الحالة المنبعثة من روحي، شاهدتُ المفاتيح التي أظهرتْها لي تلك الرسائل النورانية، وأُظهرت لي وكأنني أُبلغت أن أفتح بهذه المفاتيح ما يجب فتحه من الأبواب. وكأنني أُمرت بأن أبحث عن إخواني النوريين وأبلّغ تلك الأنوار المفاضة إلى من هو أهل له. بل اعتبرت بث الأنوار المشعة من تلك الرسائل ونشرَها مهمة أوكلتْ إليّ.

وبعد تسلمي تلك المفاتيح من تلك الأنوار، ولأجل أن تشل أيدي الملحدين الخونة فتشتُ عن أولئك الإخوة والتقيتهم والحمد لله، وأودعت في أيديهم تلك الأنوار التي هي أمانة الله وأمانة رسوله الحبيب ﷺ. فالحمد لله أولا وآخرا على توفيقه سبحانه.

إن من يقرأ مؤلفاتكم القيّمة يدخل حظيرة الإيمان حتما، إن كان إنسانا حقا أو حتى إن كان له مساس بالإنسانية. وإلّا فعليه أن يتخلى عن الإنسانية ويقول: لست إنسانا.

هذه المؤلفات كل منها بمثابة «فاتح» بذاته، وسوف تفتح القلوبَ في أرجاء الأرض كافة إن شاء الله تعالى. نسأل الله أن ننال من ثوابها في الآخرة.. آمين.

أقبّل أياديكم الكريمة مكررا وأرجو دعاءكم يا سيدي.

 بكر أمر الله أوغلو

من مدينة «عادلْ جَوازْ» ونسل عبد الجليل

* * *

[أمل لفهم الرسائل]

فقرة لخسرو

لم أصادف لحد الآن مؤلَّفا شبيها بهذه «الكلمات» الراقية الجميلة. آمُل أن يوفقني الله بعد دعواتكم، لبلوغ ذلك اليوم الذي أتمكن من فهمها جميعا. حيث لا يتيسر لكلِّ أحد إدراكُ جميع معانيها.

أحمد الله حمدا لا نهاية له، لما تفضلتم بالسماح لي باستنساخ تلك «الكلمات».

خسرو

* * *

[حول رسالة المعجزات الأحمدية]

فقرة للحافظ زهدي الصغير

لقد استطعت بفضل الله قطفَ ثمرتين أيضا من الثمرات النورانية لبستان النور. ولكني عاجز عن التعبير عمّا تكمن في تلك الثمار من لذة فائقة. إنني لا أرتوي من أذواقِ مطالعة «المكتوب التاسع عشر» الذي يحملني إلى إدراك تذوق التشرف والمثول في المجلس النبوي المبارك، نبي آخر الزمان ﷺ، والحضور والجلوس في مجلسه السعيد.

إن قلمي ناقص وقاصر جدا عن التعبير عن إعجابي برسائل النور عامة وتقديري لها.. أسأل الله المعطي الوهاب أن يوفقني إلى تذوق لذائذ جميع ما في بستان النور من ثمرات يانعة، كما يتذوقها إخواني الأحبة.

الحافظ زهدي الصغير

* * *

[نور المعراج]

«فقرة لذكائي الفطن الذي سيكون بإذن الله خسـرو الثـاني وصبري الصغير»

لقد وُفّقت اليوم لإكمال قراءة ذلك الكتاب العظيم، ولكن قلمي عاجز كل العجز، عن التعبير عن مدى السرور والسعادة التي غمرتني بعد إكمال قراءة رسالة «المعراج». ومع هذا سأحاول عرضَ مشاعري النابعة من مطالعتها في جملة قصيرة ملخصة: لقد وجدت لدى قراءتي لرسالة «المعراج» نورا يملأ القلب وينير طريق السلامة في خضم متاهات بحر الحياة واصلا بالإنسان إلى البحر المعنوي الذي يجري نحو السعادة الأبدية.

نعم، إن الحقائق الغزيرة الثابتة بالأدلة القاطعة والواردةَ في كل مثال من أمثلة الكتاب، جعَلَت الحياةَ السعيدة لخير القرون وزمن المعجزات، تنبض بالحياة أمام أعيننا، تلك الحياة التي تملأ أرواحنا نورا بمجرد التخيّل بها، وتغمرها بالسرور والبهجة، ولاسيما لدى انتقالها من فكر إلى آخر.. لقد جعلني كتاب «المعراج» في حالة انبهار وذهول. وإنه لكاف وواف في كل وقت لأن يدحض أقوال المفتونين بالفلسفة، بل له من القوة في الإثبات والدلائل ما تدفعهم ليعلنوا إفلاسهم.

إن كتاب «المعراج» كتاب تاريخي جليل يُثبت الحقائق التي تتضمنها أصول العقيدة والمستورةَ حتى عن أهل الإيمان، ويقررها بأسلوب معقول وبمنطق سليم بحيث يستطيع المنصفُ المحايد أن يراها ويلمسها.

إن الفيلسوف الغارق في الغفلة، المستسلم للضلالة، ويريد أن يعلو تعقّله موقعا مرموقا، يكون شأنه شأن الملِك المعزول عن العرش، المنـزوع عنه جميع الشارات والأوسمة إزاء ذلك الكتاب الرائع، فيستحوذ عليه اليأس والقنوط إلى الأبد. بينما الفيلسوف المدرك، تتحطم قيودُ الفلسفة لديه إزاء هذه الحقائق، وتتحطم أغلال الاعتراض التي تكبّل فكره، الواحدة تلو الأخرى. وعند ذاك يدرك أن دعواه وادعاءاته باطلة، فيهوي للسجود أمام عظمة الخالق القدير سجدةَ تعظيمٍ وإجلال سائلا المغفرة منه تعالى.

ذكائي

* * *

[سبيل مأنوس]

فقرة للدكتور

إنني أقرأ مؤلفاتكم القيمة، مغتنما الفُرص لذلك، رغم أنى لا أتمكن من الإحاطة بكل معانيها. فهي سوانح رائعة بإرشاداتها السامية. لقد ملكَتْ عليّ مشاعري كلها وأسَرَتني بأذواقها، وستدوم إن شاء الله مدى الحياة وإلى القبر.

أستاذي! إن «كلماتكم» قد بدّلتْ فكري الديني تبديلا حقيقيا، وساقتني إلى سبيل مأنوس محبوب. فأنا الآن لا أنظر إلى الحياة كما يَنظر إليها الأطباءُ الآخرون.

الدكتور يوسف كمال

* * *

[شخصيات ثلاث]

وهذه الفقرات الطويلة للسيد خلوصي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعدد الملك والإنس والجان

أيها الأستاذ العزيز!

إنني محظوظ وسعيد لتسلّمي «المسألة الرابعة من المكتوب الثامن والعشرين» قبل أربعة أيام ولتسلمي مسألته «الثانية والثالثة» أمس.

أولا: أرجو التفضل بالسماح لي لأقول بعض الشيء حول الالتفاتة الكريمة والتقدير العظيم لشخصي العاجز، الذي أبداه أخي «السيد صبري» المحترم، والنابع من تواضعه الجم. وذلك: أن في أخيكم هذا المقصّر جدا، قطرةً من بحر صفات أستاذه العزيز، فأعرض لكم حالتي انطلاقا من هذه الجملة.

أولاها: لقد كنت منذ نعومة أظفاري -بلطف من الباري الكريم- متحريا عن الحقيقة، ومتلهفا لحقيقة القرآن العظيم. ولقد وجدتُ ما كنت أتحراه وأبحث عنه في قضاء «أكريدر»، وذلك فيما ألّفه الأستاذ المحترم من الكتاب الموسوم بـ«الكلمات»، فوجدت أن هذا الكتاب أنقذني من دوامات الحياة ومشكلاتها، وأبلغني ساحل السلامة، ونجّاني من المهالك والظلمات موصلا إياي إلى السعادة والأنوار. فأَورثَ روحي وكياني حبا لا يتزلزل نحو ناشر هذه الأنوار القرآنية -التي أيقظتني من الغفلة بإذن الله- وقام بتبليغها للآخرين وإرشاد الناس إليها. فمنذ تلك اللحظة شعرتُ بعلاقة قوية ورابطة وثيقة نحوه، فالحمد لله والشكر له مائة ألف ألف مرة.

إنني أشعر كلما انشغلت بالأنوار بشوق عارم وذوق لطيف تفوقان بمراتب كبيرة جميعَ لذائذ الدنيا.

ثانيتها: أن ما تقتضيه العبودية، وما تُلقيه هذه الأنوار من دروس هو علمي بأن جميع التقصيرات والأخطاء والسيئات والذنوب إنما هي من نفسي، بينما أجد الحسنات والفضائل كلها من فضله سبحانه.

فأرغب في الانطلاق إلى ميدان عملِ النورِ والقرآن الكريم حسبةً لله وحده وشكرا لله على وضعي هذا. ولكن لكوني لا أوفّق في نشرها يتملّكني الألم والحزن، حيث إنها لا تصل إلى يد المؤمنين كافة.

الحالة الثالثة وشخصيتي الحقيقية:

إنني أخجل من أن أعرّف هذه الشخصية، فأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظني وإخوتي من دسائس النفس الأمارة ومكايد شياطين الجن والإنس، ولا يجعلنا من الضالين الخائبين. آمين.

إخوتي الأكارم!

إن الأفاضل والأكارم ممن هم إخوة أستاذي وطلابه، يستشعرون الحالة الأولى والثانية في أرواحهم بلا شك. إذن فالذين دخلوا في هذه الطريق مرة واحدة لا يُغلَبون أمام نفوسهم الأمارة بالسوء وشياطينهم، كهذا العاجز. وبنسبة تغلبهم على نفوسهم وشياطينهم تنبسط مشاعرُهم وحواسهم ولطائفهم بالتوفيق الإلهي. حيث اللطائف لا حدود لها في البشر ولا سيما في المؤمنين.

إن توجّه أستاذي المحترم ذلك التوجّه الكريم إلى طالبه، هذا المقصر، دليل ومثال على درجة شفقته الواسعة على الناس، ولا سيما على المؤمنين، ولا سيما من كان مثلي ممن هو في أمس الحاجة إليه.

الخلاصة: أقول إزاء حسن الظن المفرط نحوي، والالتفاتة التي يبديها الأخ المحترم المتواضع صبري: إنني عبد مذنب مقصر وعاجز وفقير مفلس، وواحد من أمة محمد ﷺ. فأنا محتاج جدا إلى دعواتكم. إن أعظم ما أتمناه وأسمَى نياتي والذي أرجوه من الله سبحانه، هو أن أكون -وأنا حامل للعجز والفقر- مُعينا لخادم القرآن والداعي إليه، في خدمته المقدسة خدمةِ القرآن والإيمان وفي استخراجه للآلئِ حقائق القرآن والإعلان عنها.

فلأجل هذه النية السامية، وفي الدقائق التي أنشغل فيها بالأنوار، وأنا أشعر بالسعادة، تَرِد بعض الكلمات إلى قلبي وقلمي من حيث لا أحتسب، فهذه المعرفة لا تعود لي، بل تخص الأنوار المتلمعة من أنوار القران العظيم. لذا فالأستاذ الحقيقي هو القرآن الكريم.

أما أستاذنا المحترم فهو أليق من يعرّف القرآن الكريم ويبلّغه ويدرّسه. فعلينا أيها الإخوة اغتنام الفرص لشراء تلك الجواهر الثمينة النفيسة. وأن ننقشها نقشا في قلوبنا ودماغنا، لأنها (أي هذه الأنوار) ستكون مدار سلوان لنا في الدارين.. وأن نسعى لنشرها حسب استطاعتنا ونصونَها مما قد يطرأ عليها من مؤثرات خارجية. ومن الله التوفيق.

خلوصي

* * *

[ستكون الرسائل أنشودة]

فقرة السيد سليمان الذي عاونني في شؤوني طوال ست سنوات بوفاء خالص، ولم يُثر غضبي وأنا العصبيّ المزاجِ، مُزاولا وظيفة كتابة المسودات باستمرار.

سيدي المحترم!

أقبّل أياديكم أولا، وأرجو دعاءكم. فأنا طالبكم وأخوكم ومعاونكم في الأمور، المدعو سليمان، قد طالعتُ ما قمتم بتأليفه من الأنوار إلى الآن، رسالةً تلوَ رسالة. وشاهدت في كل منها من الأنوار الساطعة ما هو كالشمس المنيرة، واستفدت منها أيّما استفادة؛ حيث وضّحتْ لي تلك الأنوارُ طريقَ الآخرة ونوّرتْه وبينتْ لي كثيرا مما كنت أجهله في ذلك الطريق. فرضي الله عنكم. وأعتذر عن بيان شكراني إليكم.

ولما كنت عاجزا عن تصوير وتمثيل تلك الأنوار في نفسي، تشبثت روحي فصورتْ مشاعري القلبية على هذه الصورة، أقدمها لكم راجيا عفوكم الكريم عن النقائص والأخطاء.

سيدي الكريم!

إن ما شاهدتُه من طعوم اللذة والسعادة في بحر رسائل النور، لم أر مثلَها أبدا في حياتي الدنيا كلها. فلقد أدركتُ بعد محاكماتي الوجدانية يقينا أن كل رسالة من تلك الرسائل بحد ذاتها تفسير للقرآن الكريم، وأن مطالعتها مَرْهَم سريعُ التأثيرِ وترياقٌ نافع للجروح المعنوية التي ابتلي بها المحرومون عن الإنسانية وهم في صور أناسي. فأنا بقريحتي الضئيلة هذه قد أدركت هذا الأمر. وأعتقد أن الزمان سيُظهر قيمة هذه الرسائل، وأنها ستكون أنشودة تترنم بها الألسنة وتجول شرقا وغربا. وستبين لأوربا -بإذن الله- كيف أن الإسلام نور إلهي ساطع.

أقبل أياديكم مرة أخرى، راجيا دعواتكم الكريمة يا سيدي.

طالبكم سليمان

* * *

[ماهية الملاحق]

أخي السعيد خسرو!

إن هذه الرسالة (أي المكتوب السابع والعشرين) مجلس نوراني عظيم، يتدارس فيه طلابُ القرآن الكريم الميامين، ويتداولون فيما بينهم ضمنا الأفكارَ الدائرة حول الإيمان ويتذاكرون ما فيها من المعاني.

فهذه الرسالة رواقُ مدرسةِ عالية رفيعة، يتبادل فيه حملةُ القرآن الآراء والأفكار ووجهات النظر ويدلي كلٌّ بِدَلوه فيما تَعلّمه من دروس القرآن الكريم.

وهي أيضا منـزل عظيم، ومعرض واسع لبيع الرسائل التي هي صناديقُ مجوهراتِ الخزينة القرآنية المقدسة. فكلُّ طالب يعرض ما أخذه من الجواهر النفيسة على الزبائن الكرام.

فبارك الله فيكم يا أخي خسرو، فلقد جمّلتم ذلك المنـزل أي تجميل.

سعيد النُّورْسِيّ

* * *

[كنت أبحث عن نور]

هذه الفقرة للعقيد المرحوم السيد عاصم

إن هذه الرسائل المباركة المسماة بـ«الكلمات» لا تقدَّر بثمن فهي نابعة من موازين القرآن الكريم وبراهينه، فلقد كنتُ أبحث عن نور مثل هذا منذ مدة مديدة، فلله الحمد والمنة أن أنعم عليّ هذه «الكلمات». إن قلمي ولساني عاجزان عن التعبير عمّا يكنّه قلبي.

عاصم

* * *

[صفة الدلّال]

فقرة لصبري

نعم، ينبغي الاعتراف بهذه الحقيقة:

إن خزينة المجواهرات مهما كانت مليئة وغنية ونفيسة، لابد أن يكون دلَّالُها والبائعُ لها على معرفة بأصول البيع والشراء؛ إذ لو لم تكن له تلك القابلية أو المعرفة فإن ما يملكه من الخزائن الثمينة وما فيها من الأمتعة القيمة تُحجَب عن أنظار الناس، أي لا يكون قد أدّى ما يستحقها من قدر.

وبناء على هذا، فإن الذي يقوم بعرض الحقائق القرآنية للناس كافة عرضا خالصا لله، ويدعو إليها منذ أربعين سنة -وليس منذ ست سنوات- وفي خضم هذه الظروف المضطربة وهو يقرأ على أهل الإسلام الأمرَ الرباني الجليل: ﴿يَٓا اَيُّهَا الَّذينَ اٰمَنُوا هَلْ اَدُلُّكُمْ عَلٰى تِجَارَةٍ تُنْجيكُمْ مِنْ عَذَابٍ اَليمٍ (الصف:10) وينادي منذ ذلك الوقت بهذا النداء العُلوي، قد جعل الأمة المحمدية في موضع شكران عظيم لله، بما قدم من أنوار إيمانية إلى المحتاجين إليها.

صبري

* * *