محكمة اسطنبول

كان بعض الشباب من طلاب الجامعة قد طبعوا رسالة «مرشد الشباب» في اسطنبول، بهدف تقديم خدمةٍ لجيل الشباب على صعيد الإيمان والأخلاق، إلا أنه بناءً على هذا الأمر أُحيل الأستاذ النُّورْسِيّ إلى محكمة الجنايات الأولى باسطنبول من قِبَل المدعي العام استنادًا إلى المادة (163) من القانون التركي، وذلك بدعوى أن هذا الكتاب ضد العلمانية، وأنه يثير دعايةً تهدُف إلى جعل دستور الدولة منسجمًا مع الأسس الدينية.

وفي اليوم المقرر للمحاكمة، الموافق للثاني والعشرين من كانون الثاني / يناير 1952 م، وصل الأستاذ إلى اسطنبول قادمًا من «إسبارطة»، وحضر إلى المحكمة التي غصَّتْ قاعتُها وامتلأت ردهاتُها بحشدٍ كبيرٍ من طلاب الأستاذ من الشباب الجامعيين.

تُلِيَتْ في البداية لائحة الادعاء ثم تقرير لجنة الخبراء، ثم استُجوِب الأستاذ؛ وكان تقرير لجنة الخبراء مفصَّلًا بإسهاب، وكان مما جاء فيه أن المؤلِّف عمل في هذا