القسم الثالث
أسكي شَهِر

[مدينةٌ تقع في شمال غربيِّ تركيا، وتبعد عن العاصمة أنقرة 240 كم غربًا، وتبعد عن منفى الأستاذ بـ«إسبارطة» قرابة 300 كم شَمالًا؛ هـ ت]

[نيسان/أبريل 1935 – نيسان/أبريل 1936]

حين رأى أعداءُ الدين العاملون في الخفاء أن رسائل النور آخذةٌ بالظهور، وأن الإسلام والإيمان قد أخذ يشتدُّ عودُهما، رفعوا في العام 1935م دعوى إلى محكمة الجنايات في «أسكي شَهِر» تقوم على اتهاماتٍ ملفَّقةٍ مضلِّلةٍ للحكومة، تقول: «إنَّ بديع الزمان يؤسِّس منظَّمةً سرِّيَّة، ويناوئ النظام الحاكم، ويعمل على تقويض أساساته» إلى غير ذلك من الاتهامات، وكان غرضهم من هذه الدعوى الكاذبة أن يستصدروا قرارًا يُدِينُه إدانةً قاطعة، ويُفضي إلى إعدامه.
وبناءً على هذا توجَّه إلى «إسبارطة» كلٌّ من وزير الداخلية وقائدِ الشرطة العسكرية يرافقهما حشدٌ من الدَّرَك كاملُ العتاد، ونَشروا على طول الطريق بينها وبين مدينة «أفيون» جنودًا خيَّالة، ووُضعتْ ولاية «إسبارطة» وما حولها تحت سيطرة الوحَدات العسكريَّة؛ إلى أن جِيءَ ذاتَ صباحٍ إلى المكان الذي يختلي فيه بديعُ الزمان، فأُخرِج منه هذا المظلومُ البريء، وسِيقَ مع طُلابه في الشاحنات مُكبَّلين إلى «أسكي شَهِر».
وفي الطريق تعاطَفَ قائد العناصر «روحي بك» مع بديع الزمان وطُلابه، فأمر بحلِّ قيودهم، فتابعوا الطريق مؤدِّين صلاتَهم على وقتها دون فوات، وأصبح «روحي بك»صديقًا لبديع الزمان وطُلابه بعد أن أدرك حقيقةَ أمرهم وعَرَف براءتَهم.