891

أما الإخوان المسلمون فهم لعلاقتهم بالسياسة، ولكونهم تنظيمًا، ولحاجتهم لافتتاح المراكز والشُّعَب، مضطرون للحصول على إذنٍ وترخيصٍ من حكوماتهم خلافًا لطلاب النور، وعلى هذا الأساس فتحوا شُعَبًا كثيرةً في سورية ولبنان وفلسطين والأردن والسودان والمغرب والعراق، فضلًا عن مركزهم العام في مصر.

الفرق الخامس: أنك تجد طلابَ النور أناسًا من شتى طبقات المجتمع، من الرجال والنساء، ومن الصغار أبناء الثامنة والتاسعة الذين بدؤوا لتوِّهم تعلُّم القرآن في المساجد، إلى الشيوخ الذين بلغوا الثمانين والتسعين، ومن الحَمَّال من أبناء القرى إلى النائب في البرلمان، ومن الجندي البسيط إلى الضابط الكبير؛ ومقصَد هؤلاء جميعًا على تنوعهم وتفاوتهم: الاهتداءُ بهدي القرآن، والتنوُّر بحقائق الإيمان، أما عملهم وشُغلهم الشاغل فهو نشر العلم والعرفان والحقائق الإيمانية، ولا يُعرَف لهم اشتغالٌ بشيءٍ سوى هذا.

ولقد ظلَّت ويلات المحاكم ومكائد الخصوم تلاحقهم ثمانيًا وعشرين سنةً، لكنها عَجَزت عن إدانتهم أو تفريق شملهم، إذْ لم يُعثَر لهم على غايةٍ سوى القيام بهذه الخدمة القدسية؛ ثم إنهم لا يجدون أنفسهم مضطرين للعمل على تكثير جمعهم أو حشد مؤيدين لهم، بل يقولون: «إن وظيفتنا خدمة الإيمان لا البحث عن أتباع، فمن طلبَنا وجدَنا»؛ وهم لا يولون أهميةً للكمية، بل يفضِّلون رجلًا واحدًا متحقِّقًا بالإخلاص على مئةٍ سواه.

أما الإخوان المسلمون فهم وإن كانوا يلتقون مع طلاب النور في حثِّ الناس على تحصيل العلوم والمعارف الإسلامية، والتمسك بالحقائق الإيمانية، إلا أنهم لصلتهم بالسياسة يولون أهميةً للكمية وتكثير الجموع، ويبحثون عن الأنصار والأتباع.

الفرق السادس: بالإضافة إلى أن طلاب النور المتحققين بالإخلاص لا يولون أهميةً للمنافع المادية، فإن كثيرًا منهم يتحلَّون بالاقتصاد والقناعة، والصبر والاستغناء