729

كان سيصبح بمثابةِ إهانةٍ وعداوةٍ للأنوار المستقاة من تلك الخزينة القرآنية، وسيَنْفَضُّ عندئذٍ هؤلاء المعاونون أصحابُ الأقلام الألماسية والقلوب البطلة، فلأجل ذلك كنتُ أُحيلُ المدحَ والثناءَ الذي يوجهونه لشخصي المفلس البسيط فأردُّه إلى مالكه الأصلي، أعني رسائلَ النور التي هي معجزةٌ قرآنيةٌ معنوية، وأردُّه كذلك إلى الشخصية المعنوية لتلاميذها الخواص؛ وكنتُ في الوقت نفسه أنبههم قائلًا: إنكم تُوْلونني ما يفوق حدي بكثير.

فهل يوجد قانونٌ يجرِّم شخصًا لمجرَّد مدح الآخرين له برغم رفضه وعدم رضاه، حتى يُجرِّمَني الموظفُ الرسمي الذي يتصرف وفق القانون؟!

ثم إنه قد ذُكِرَ في الصفحة الرابعة والخمسين من لائحة القرار المنشورة الموجَّهة ضدنا:

«إن رجُلَ آخر الزمان سيكون من سلالة آل البيت، ونحن طلابَ النور عسانا نُعَدُّ من آل البيت المعنويين لا أكثر».

كما ذُكِر أيضًا:

«لا مجال للأنانية في مسلك النور، ولا تجوز فيه الشخصنة ولا طلب المقامات الشخصية، ولا نيل الشهرة والجاه، بل حتى لو أُعطيتُ المقامات الأخروية لوجدتُني مضطرًّا لتركها مخافةَ الإخلال بالإخلاص الذي في النور».

وذُكِر في الصفحتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين منها:

«إنني من حيثُ معرفةُ المرء بعيوبه، وإدراكُ ما هو عليه من فقرٍ وعجز، والتجاؤه متذلِّلًا إلى باب الحضرة الإلهية، أرى نفسي عاجزًا مسكينًا شديدَ العيوب أكثر من أي شخصٍ آخر؛ وعلى هذا، فلو مدحني جميع الخلق وأثنَوا عليَّ، ما استطاعوا إقناعي بأني امرؤٌ صالحٌ صاحبُ كمال؛ ولستُ أخبركم بما خَفِيَ عنكم من شخصيتي الحقيقية