622

ثم إن «سعيدًا الجديد» هذا يقف على نقيضِ ما كان عليه حال «سعيدٍ القديم» من نَيل الشهرة والجاه، وكسْبِ احترام الناس وإقبالهم، بل يرفض ذلك قطعًا، ولأجل هذا اختار العزلة منذ عشرين سنة.

وإذا كنتم تسعَون لتحطيم نفوذي والحطِّ من شأني في نظر عامة الناس للحفاظ على الأمن والاستقرار فإنكم ترتكبون خطأً جسيمًا، فإن ثمة ثلاث محاكم دقَّقتْ ومحَّصتْ طَوالَ سنتين في مؤلفاتي المئة والعشرين التي ألَّفتُها خلال عشرين سنة، ونظرتْ في أحوال تلاميذ رسائل النور الذين يبلغون مئةً وعشرين ألفًا، فلم تستطع أن تعثر على أيِّ أمرٍ من شأنه أن يؤدي إلى الإخلال بالأمن والاستقرار، أو يكون موضع مسؤوليةٍ، أو يوجَّه ضد الشعب والوطن، فأعلنتْ براءتنا، وقضتْ بإعادة جميع أجزاء رسائل النور المُصادَرة.

وإنني بناءً على هذا أقول لكم يا مَن تقمعوننا لصالح اللادينية والإلحاد: إنكم تضيقون عليَّ خدمةً لمصالح الفوضوية الهدامة، ورعايةً لمصالح جهاتٍ أجنبيةٍ خطيرة، وإضرارًا بمصالح الوطن والشعب والأمن والاستقرار، وتُحدِثون القلاقل والاضطرابات تبتغون بها أن يتدخل ذلك التيار الأجنبي في بلادنا؛ ولأجل هذا لا تساوي جميع تعدياتكم وحملاتكم المُغرِضة عندي فلسًا واحدًا.. ولقد قررت أن أتحمل وأصبر ليدوم الأمن والاستقرار.

وكما أن الدنيا زائلةٌ لا محالة، فكذلك أحداثها العاصفة متغيرةٌ لا محالة؛ ولئن كانت الجريمة أو الجناية تستغرق بضع ساعات، فإنها تورِث آلاف أنواع العذاب والجحيم الدنيوي والأخروي، وحينئذٍ ستندمون أشدَّ الندم، لكن لن ينفعكم الندم.